نحتفل اليوم بصدور الديوان الثاني للشاعر و الإعلامي العراقي محمد نصيف المُعنون بـ "على أجنحة الجراح " الصادر عن دار فضاءات للنشر و التوزيع

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
جاء الديوان في 142 صفحة ضمت قصائد رائعة من قصائد التفعيلة و العمودي و تناولت موضوعاتها الوطن و جراحه فأتت المقدمة التي خطها الشاعر مُعبرة عن هم الوطن و جراحه قائلاً "كذلك كانت قصائدي تسجيلاً تاريخياً للجراح , وتصويراً لعمقها ,و وقوفاً تأملياً على المحطات الخطيرة من حياة العراق و أمتنا العربية التي توحي بأننا مقدر علينا أن نكون متشحين بالدماء" كما أن الإهداء حمل للقارئ تصوراً مبدئياً عن شخصية الكاتب و فكره و طبيعة القصائد فكان الإهداء " إلى الذي حمل العراق فوق رأسه و مشى على النار ... صدام حسين" .

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

الشاعر محمد ناصيف عضو في عدة اتحادات وروابط أدبية وإعلامية صدر له ديوان الأزهار تموت في آذار" فاز بجائزة الشعر في مسابقة الابداع الشبابي الأولى لعام 2008\2009 التي تقيمها مجلة أقلام جديدة الصادرة عن الجامعة الأردنية . هو شاعرٌ يستحق التقدير , قالت عنه الاستاذة زهرية الصعوب مديرة دار المشرق في كلمتها في أمسية الشاعر محمد " هو ابن بغداد التي كانت يوما ما حاضرة الدنيا ومن رباها رفّتْ معاني العزة والكبرياء إذ يخاطب هارونُها الغمامة: أمطري أينما شئت فخراجك عائد لي هي بغداد التي شاطرتها عمان قلبه فعبر عن حبه لهما بأروع القوافي ولطالما كانت عمان نابضة مثلما هي بغداد في عروق قصائده. وهو ابن الفلوجة التي حازت أجمل القصص في البطولة والإباء والتي تركت أعرافُها وبيئتُها المشتركة إلى حد بعيد مع جنوب الأردن آثاراً على قسماته وسلوكه ولهجته وكثيراً ما صادف أن يلتبس أحدهم فيظن أنه كركي ويسعد بهذا الالتباس لأنه تأكيد لحقيقة يؤمن بها ويعمل جاهداً على إحيائها وهي أننا ننتمي لأمة واحدة.. سعادة كبيرة تملأ قلوبنا نحن الأردنيين إذ نحتفي بشاعر وإعلامي بارع متمنين أن نرد دينه علينا فلقد قدم الكثير لأبناء الأردن عبر برنامجه منتدى الثقافة في قناة الرافدين الفضائية, فنقولها كما قالها ابن وطنه الجواهري: ولسوف تعلم بعدها يا سيدي.. أني أجازي بالجميل جميلا .
نصيف ابنُ المنفى الاضطراري أحال منفاه لحالة تفاعلية لوطن في قلب وطن, فنجد الأردن حاضرا في شعره بحميميةٍ أخاذة. وفي تناغم فريد بينه وبين الجمهور أطلق قوافيه المنداة بحب الوطن والمرأة تلك الثنائية التي غالباً ما رفّت ْ في حقول إبداعه لا سيما القصائد المتنوعة وطنا وعشقا مثل: رفيقة الزهر.. بين حبين.. إليكَ أشكو الهوى يا عرارُ.. ظمأ الأمنيات.. معلمتي.. بريد من لارا.. من شرفة الاغتراب.. لأنّكَ الرجلُ الوحيدُ.. قصائد حملت الأرض والأنثى في هذيان الاغتراب والمنفى في أيام يرنو من نافذتها إلى طرد العتمة وعناق النهار.

أتت قصائده لتحكي جراح العراق و آهاته و كانت بغداد معشوقته التي لم تغب يوماً من شعره و نزف قلمه , " بغداد تسكن جرحي " هي إحدى قصائده يقول فيها :
بغداد قولي هل سمعت توجعي ***سحقت ضلوعي غربة و بعاد
الشاعر محمد نصيف يُعد من أبرز و أهم الأصوات الشعرية المعروفة بالالتزام بقضايا الوطن و جراحه فهو شاعرٌ قد عُرف برفضه للاحتلال الأمريكي يقول في قصيدته عذراً أيها العرب
و جاوزوا كل ما في الكون من شطط ***فأسلموا أمرنا غدراً لشيطان
يقول أيضا في قصيدة رسالة إلى سعاد الصباح
إن العروبة شيعت أحلامها ***من بعد ما أسر العراق جبابرة
صارت عروبتنا كطرفة ساخرٍ *** تتندر الأقوام منها ساخرة

نجد فلسطين و لبنان حاضرتان أيضاً في شعره و وجدانه و هذا ما يعرض هم الأمة الذي أثر فيه و ظهر في شعره ,يقول في قصيدة " الذئب يبتسم "
ترنو فلسطين للأعراب يائسة *** و أهلها بعد عز دورهم خيم
بيروت يُحرقها أبناؤها فغدت ***على جوانحها الآهات تزدحم
العنوان يحمل دلالات تعودج للجراح التي أصابت جسد العروبة و العراق لكن الأمل يبقى دوماً :
لا تخافي الجرح
إن كان به بعض اعتصار
و تباهي إن في جرحكِ رمزٌ و افتخار
إن في الآلام ذكرى
سوف تحكى للصغار
سوف تروى للمحب

الغد قادم بإذن الله : إن فجراً سومرياً
بعد عُسر سيُضاء


مبارك صدور الديوان متمنين لك المزيد من التألق و النجاح