إعتذرْ ..وَلو كذبـًا

فِى عَودتِكْ
وَكَعادَتِكْ
قِفْ وَامتَثلْ ..أَمْر الهَوى بِمدينَتى

قُمْ وَاعتذر
قَـبّل يدىّ وَوِجنتى
هَيئ بِحورَ الشّعرِ عِندَ حديقتى

وَاطمعْ بِأطيبِ مَا تَجودُ ثمارها
وَاحْلفْ بِحبِّكَ
لَمْ تَخنْ قَلبى وَعينى مَا تشاءْ

وَاخْلعْ عيونِكَ هَاتِها
كَهدِيةٍ وَ بِرقَّـةٍ
كَذِّبْ مَخَادعَكَ الّتى
أَرهَقتها وَنثرتها
أَعشابهنَّ .. سَقيتها
بِدمُوعهِنَّ وَرعشةٍ
عِندَ المساءْ

وَارجِعْ بِجُرحكَ مَعبدى
سَأضمه كَى يَلتئم
وَاذبح زهورَ العَاشقاتِ
بِمهدِها
قَدّمْ قَرابينَ الولاءْ

سَبّح بِقَلبٍ زُرتَه .. فَوجدّتَه
كَالبكرِ فِى عَليائِها
طُهرًا وَ دثـَّره الحياءْ

أَقبِلْ
وَزُفَّ الفَجرَ حُلمًـا مُسهَدًا
ليضُمّنا عِندَ التّجافِى
فِى التَّصالحِ وَالتَّصافِى ..
باللِّقاءْ

فَهواكَ ذَنبٌ ذُقتُه وَألفتُه
وَغدوتُ أُقبلُ كُل لَيلٍ
ذَنبَ حُبّكَ أَحتسى
مِنْ دُونِ صَفحٍ
فِى غَباءْ


وَأبِيتُ لَيلاً
فِى كهوفِ جَريمتى
فِى ظلِ جُرمِك أَحتمى
وَهُناكَ تَحسدنِى
عَلى الذَّنبِ النِّساءْ

قَد بِتّ جرحًا بالفؤادَ مُراوغـًا
دَرسًا وَحيدًا فِى هَواكَ عَلمته
الجُرحِ مِنْ عَينيكَ يَنزفُ
سَيّدى يَرجو الدَّواءْ

بِالله لَو كَذبًا
تَقدَّمْ وَاعتذرْ
فَاعتدتُ عَفوًا فِى غرامِكَ
أَنْ أُصدّقَ
كُلَ اِفكٍ أو رياءْ

وَأنا أُراهنُ كُل وَجعٍ
فِى هَوانا
مُذْ بَدأتُ بأنَّه
البِدء الوَحيدُ
بِلا اِنتهاءْ
ــ
ــــــ
هبه عبد الوهاب