ضمن فقرات حفل افتتاح البرنامج الثقافي لمهرجان الجنادرية 28 والذي كان برعاية صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله وزير الدولة ورئيس الحرس الوطني والدكتور عبد العزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام ألقى الأستاذ غرم الله حمدان الصقاعي التربوي المعروف والكاتب بصحيفة الباحة قصيدة "عزف على ساقية وطن" أُقدمها هنا إحتفاءً بمهرجان الوطن وامتناناً للإبداع ودعوةً للأستاذ الصقاعي إلى واحة الشعر


..................


أتعِرفُ أم أنت لا تعرفُ
بأن الصباحاتِ لا تَخلفُ
وأن البداياتِ سرُ الطريقِ
وأن النهاياتِ لا تسعفُ
وأن القصيدةَ لا تستكين
وأن المشاعرَ تُستنزَفُ
إذا ضاقَ بالشعرِ دفءُ السحابِ
تموتُ بوحشتِها الأحرف
أيا ساكنًا في شغافِ الفؤادِ
حنانيكَ إن الهوى مكلفُ
أقلنيْ وقد جِئتُ معتمرا
شموخَ الجنوبِ فهل ترهِفُ؟
حملتُ إليك ابتهالَ الشمالِ
لمكةَ والشرقُ بي يهتفُ
لنا وطنٌ من جَلالِ الضياءِ
ومن سورةِ الحقِ يَستَشرفُ
تسامقَ فيه التقى والندى
وعنه البشاراتُ لا تُصرفُ
ففي كلِ فجرٍ لنا آيةٌ
من النورِ تعلو ولا تَخسَفُ
على أرضه يستفيقُ الصباحُ
عطاءً ومن بحرِهِ يَغَرفُ
وعن أهله سار نورُ السلامِ
لكل الأنامِ وما حرّفوا
عن الجهلِ والظلمِ والانكسارِ
طموحٌ به للمنى غطرفوا
على كل أرضٍ لنا شاهدٌ
بلادي لها السبقُ والموقفُ
أيا موطني كلُ نبضِ الحياةِ
غناءٌ اليك فهل تعزف ؟
إذا ماتَ بالقفرِ منا الرضيعُ
فأين النجاةُ لمن أسرفوا ؟!
تباكتَ له الأرضُ عن عزةٍ
وفيه النبوءاتُ تُستَخلفُ
تهاوت له سامقاتُ الجبالِ
وفي حقِهِ ينطِقُ المصحفُ
اذا ضاقَ بالحقِ صدرُ الصديقِ
فقد فازَ بالحبِ من أرجفوا
أتعرف أم أنت لا تعِرفُ
بأن المحبينَ لن يضعفوا
وأن المحبينَ -إن عاهدوكَ-
يموتون صبرًا ولم يخلفوا
وأن المحبةَ تعني الأمانَ
وأن الأمان هو الأشرفُ
أيا وطني يا شفيفَ الرؤى
أُعيذكَ من جاهلٍ يَهرفُ
بأضدادهِا تستمرُ الحياةُ
وتزهِرُ بالحبِ إن أنصفوا
ويُعشِبُ بالصدقِ وجهُ النهارِ
وشمسُ الحقيقةِ لا تكسفُ
أيا وطني أنت فجرُ الخلودِ
عطاؤك كالغيثِ مُستَخلفُ
أجزني وقد صُغتُ همس الوداد
وفاءً ولي منه ما يُكشفُ
ودعني أقبّلُ منك الثرى
أيا وطني وحدكُ المنصِفُ
إذا ضاقتْ الأرضُ بالحالمين
فمن ذا يغني ومن يعزِفُ ؟؟!!