دَعْ لِلْغُوَاةِ العُودَ وَالمِزْمَارَا وَالطَّبْلَ تُشْقِي أَهْلَهَا وَالطَّارَا
وَأَصِخْ لِحَادٍ لَمْ يَزَلْ بِحُدَائِهِ عَذْبَ النَّشِيدِ يُحَقِّرُ الأَوْتَارَا
صَوْتًا حَبَاهُ اللهُ لَسْتَ تَمَلُّهُ مَا طَالَ طَابَ وتَسْتَزِيدُ مِرَارَا
نَغَمًا يَبُثُّ الوَجْدَ فِي نَبَراتِهِ كَالمَاءِ يُنْدِي سَرْبُهُ الأَزْهَارَا
يُعْلِيكَ إِنْ أَشْجَى جَوَابًا لِلسَّما فَإِذَا انْتَهَى شَجْوًا سَبَاكَ قَرَارَا
وَهُمَا الجَنَاحَانِ اللَّذَانِ إِذَا الفَتَى سَمِعَ الحُدَاءَ تَرَيَّشَاهُ فَطَارَا
يَا حَبَّذَاهَا مِنْ مَوَاويلٍ لَهَا وَقْعٌ يَزِينُ بُحْسِنِهِ الأَشْعَارَا
جَسٌّ حِجَازِيٌّ يَجُسُّ مُشَنِّفًا آذَانَ مَنْ حَسُّوا بِهِ إِبْهَارَا
مَا زَادَ فِي حُسْنِ الكَلامِ تَرَنُّمَا إِلا وَقَدْ زَادُوْا بِهِ اسْتِشْعَارَا
حَتَى إِذَا غَنَّى مَدَائِحَ أَحْمَدٍ حَازَ العَلاءَ وَجَاوَزَ الأَقْمَارَا
وَمِنَ المَدَائِحِ لَوْ بَصُرْتَ بَصُرْتَ مَا يُلْقِيكَ أَوْ مَا قَدْ يَقِيكَ النَّارَا
فَاصْدَحْ بِخَيرِ مَدَائِحٍ لِنَبِيِّنِا خِيرِ الأَنَامِ وَحَاذِرِ الإِهْذَارَا
نَزِّهْهُ عَمَّا لا يَلِيقُ بِهِ وَكُنْ مُتَتَبِّعًا فِي وَصْفِهِ الآثَارَا
إِنْ قَلْتَ عَبْدُاللهِ ذَاكَ مُحَمَّدٌ وَرَسُولُهُ وَتَبِعْتُهُ إِكْبَارَا
جِئْتَ الذِي كُلِّفْتَ فِي الدُّنْيَا بِهِ فَارْجُ الثَّبَاتَ وَلازِمِ الأَذْكَارَا
وَأُحِبُّهُ صَلَّى عَلِيهِ اللهُ مَا جَادَ الغَمَامُ وَمَا رَوَى الأَشْجَارَا
حُبًّا يَحُثُّ عَلَى اتِّبَاعِ سَبِيلِهِ دُونَ ابْتِدَاعٍ جَهْرَةً وَسِرَارَا
حَبًّا أَنَالُ بِهِ رَضَى الرَّحْمَنِ فِي قِسْطٍ وَلَسْتُ أُجَاوِزُ المِقْدَارَا
وَيُحِبُّهُ الصَّحْبُ الكِرَامُ وَآلُهُ حُبًّا تَجَّلَى فِي الزَّمَانِ وَسَارَا
مَن هَاجَرُوا مَعَهُ وَخُصَّ بِهِجْرَةٍ مُسْتَبْرِئًا كِيمَا يَقِيهِ الغَارَا
مَنْ آزَرُوهُ بحُسْنِ صُحْبَتِهِ وَمَنْ كَانُوا لَهُ فِي أَمْرِهِ أَنْصَارَا
وَيُحِبُّهُ مِنْ بَعْدِهِمْ مَنْ أَسْلَمُوا سِرًّا دُعَاةً لِلْهُدَى وَجِهَارَا
مَنْ حَكَّمُوا الوَحْيينِ فِي الدُّنْيَا وَمَنْ تِخِذُوهُمَا أَبَدَ الزَّمَانِ مَنَارَا
وَيُحِبُّهُ مَنْ آمَنُوا وَمِنْ اتَّقَوْا وَمَنْ ابْتَغَوْا فَضْلَ الكَرِيمِ الدَّارَا
حُبُّ النَّبِيِّ عَقِيدَةٌ فَاحَرْصَ عَلَى صَفْوِ العَقِيدَةِ وَادْرَأِ الأَكْدَارَا
فَلَرُبَّمَا نِلْتَ المَفَازَ بِصَفْوِهَا وَلَرُبَّمَا بِالشَّوْبِ نِلْتَ خَسَارَا
وَلَكَمْ تَلَبَّسَ حُبَّهُ مَنْ حُبُّهُ قَدْ كَانَ لِلسَّعْيِ الخَبِيثِ سِتَارَا
وَلَكَمْ مُحِبٍّ مَا تَرَى فِي حُبِّهِ إِيَّاهُ إِلا دَعْوَةً وَشِعَارَا
يُصْمِيكَ بِالحُبِّ ادْعَاءً صَارِخًا فَإِذَا رَأَيْتَ فَبِدْعَةً وَشَنَارَا
وَلَقَدْ تَرَى مَنْ لا يَؤُمُّ سَبِيلَهُ لَيْلًا وَيَبْتَدِرُ السَّبِيلَ نَهَارًا
وَلَقَدْ تُحَاجِجُ مُدَّعِينَ وِدَادَهُ بِسَنَا هُدَاهُ فَيُعْرِضُوا اسْتِكْبَارَا
يَا أُمَّةَ الإِسْلامِ وَحْيَيْكِ الْزَمِي وَتَجَنَّبِي مَا يَبْتَغِيكِ النَّارَا
تَلْبِيسَ إِبْلِيسٍ وَتَسْوِيغَ الهَوَى وَالنَّفْسَ سَوَّلَتِ الرَّدَى وَالعَارَا
يَا أُمَّتِي مَلَّتْ دِيَارُكِ فُرْقَةً أُمَمًا غَدَوْتِ كَمَا غَدَتْ أَشْبَارًا
فِي كُلِّ مُصْرٍ ضَجَّةٌ وَتَنَاطُحٌ إِخْوَانُ أَرْضٍ وَالنُّهَى تَتَضَارَى
يَتَدَافَعُونَ عَلَى أَذِيَّةِ بَعْضِهِمْ وَيُثَبِّطُونَ عَلَى العُدَاةِ نِفَارَا
مَا كَان مِنْكِ الخَائِنُونَ وَلا الأُلَى جَلَبُوا لَكِ الفُسَّاقَ وَالكُفَّارَا
عُودِي إِلَى المَجْدِ العَظِيمِ بَعَوْدَةٍ للِدِّينِ يُصْلِحُ مَنْهَجًا وَمَسَارَا
فَعَلَيْهِ تَلَتَفُّ الجَمُوعُ وَتَلْتَقِي وَبِهِ تَعِزُّ أَهَالِيًا وَدِيَارَا
نَادَيْتُ مُجْتَهِدًا كَمَا نَادَى الأُلَى مَحَضُوا النَّصِيحَةَ أُمَّةً تَتَوَارَى
إِنْ لَمْ يُسَوَّدْ فِيكِ أَخْيَارٌ فَقَدْ أَضْحَيْتِ بَعْدَ حَقِيقَةٍ أَخْبَارَا
وَفَسَادُ قَومٍ مِنْ فَسَادِ كِبَارِهَم يَأْتِي الفَسَادُ بِفِسْقِهِمْ كُبَّارَا
يَا أُمَّتِي وَاللَّيْلُ دَاجٍ لا أَرَى لَكِ غَيْرَ تَحْكِيمِ الكِتَابِ نَهَارَا
وَلَقَدْ يَطُولُ بِكِ امْتِحَانٌ فَانْظُرِي طَوْقَ النَّجَاةِ وَرَبِّني البَّحَّارَا
الشَّامُ تَرْزَحُ تَحْتَ وَطْأَةِ غَاشِمٍ عَامَينِ تَدْرَأُ طَاغِيًا جَبَّارَا
وَعَلَى العِراَقِ مَضَتْ عِجَافٌ عَشْرَةٌ حَكَمَ العُتُلُّ وَصَفَّدَ الأَخْيَارَا
وَالمَغْرِبُ العَرَبِيُّ فِي ثَوْرَاتِهِ غَايَاتُهَا لَمْ تَجْمَعِ الثُّوَّارَا
تَتَصَارَعُ الأَحْزَابُ فِيمَا بَيْنَهَا مَا طَمَّ تَيَّارٌ طَمَى تَيَّارَا
يُؤْبَى لِتُونُسَ شِرْعَةُ الإِسْلامِ مَا يُؤْبَى لِمِصَرًا أَنْ تَرَى اسْتِقْرَارَا
وَكلاهُمَا كَانَا فَصَارَا حَيْثُ لا يُدَرىَ وَقَدْ كَثُر الرَّدَى مَا صَارَا
وَيُرَادُ بِاليَمَنِ انْقِسَامًا حَسْبُهُ شَرًّا, خِيَارًا كَانَ أَوْ إِجْبَارَا
أَمَّا خَلِيجُ العُرْبِ رَغْمِ تَعَاوُنٍ فَعُدَاتُهُ لَمْ يَصْرِفُوا الأَنْظَارَا
بَلْ زَادَتِ الأَطْمَاعُ فِيهِ وَرُبَّمَا أَضْحَى التَّعَاوُنُ فُرْقَةً وَضِرَارَا
يَا أُمَّةَ الإِسْلامِ فِيكِ فَوَاجِعٌ وَمَوَاجِعٌ لَمْ تُمْهِلِ الأَغْيَارَا
تَتْرَى تَتَابَعُ وَالنُّفُوسُ كَلِيلَةٌ لَمَّا تَزَلْ تَسْتَشْرِفُ الأَقْدَارَا
فَلَرُبَّمَا صُبْحٌ يَسُرُّ وَرُبَّما مَوْتٌ يُرِيحُ بِحَصْدِهِ الأَعْمَارَا
هِي سُنَّةٌ فِي النَّاسِ مَاضِيَةٌ فَمَنْ لَزِمَ الصَّرَاطَ هِدَايَةً وَاخْتَارَا