قَالَتْ لأمِّيَ حِينَ
عَادَتْ مُسْرِعَةْ:

مَنْ أيْقَظَ الطُّوفانَ حِينَ عُبورِنَا
حيثُ السَّفينَةُ مُشْرَعَةْ

قَالَتْ لَهَا:
قَدَرُ الذَّينَ اسْتَوْطَنُوا فِيْ الهَمِّ
دَهْرًا، ثُمَّ ظَنُّوا أنَّ نُوحًا مَّا
سَيَأخُذُهُمْ مَعَهْ ..!

يَابنْتُ :
لا تَتَأمَّلَي فِي العَدْلِ،
فِي الإحْقَاقِ، فِي الإنْصَافِ

قَدَرُ الرَّصِيفِيِّينَ
أنْ يَتَسَاقَطُوا ..
بمَا لا يُؤَجِّجُ نَظْرَةَ اسْتِعْطَافِ

الكَونُ مُنْشَغِلٌ بثَدْيِ إلَهَةٍ
هُوَ أوَّلُ المَعْنَى
لِسَدِّ حَوَائِجٍِ وكَفَافِ ..!

نحنُ الرَّمادِيُّونَ لا لونٌ يُمَيِّزُنا
غير الٍّذي اخْتارُوهُ للعُبَّادِ

نَحنُ الضَّبابيُّونَ
لمْ نَرْتَقْ لِمُشْمِسَةٍ
نَحيا عليها دُونَما أسْيادِ

نَهَبُ الحَيَاةَ
ونَنْحَنِي ..
للمَوتِ دُونَ إرَادَةْ

قَدْ عَلَّمُونَا
أنَّ وَأدَ الأمْنِيَاتِ عِبَادَةْ

فِنْجَانُ قَهْوَةِ عُمْرِنَا
السُّمُّ فِيهِ زِيَادَةْ ..!

أحمد البرعي