ظـــــلُّ الحــــــب

مَــا زِلــتُ أبـحـثُ عَـن ظِـلِّي فَـلَا أَجِـدُهْ
هَـــذَا هُــو الـحُـبُّ .. دومًــا مَـوتُـهُ أَبَــدُهْ

هَـــذا هُــو الـحُـبُّ .. دَربٌ فِــي نـهَـايَتِهِ
بَـــحــرٌ تَـــبَــرأَ مِـــــن أَمــوَاجِــهِ زَبَــــدُه

أَمـــــوتُ فِـــيــهِ وَأحـــيَــا دُونَ بُــوصَـلَـةٍ
وَأرتجـــِــيـهِ وَأوهـــامُ الـــوَرَى سَـنَــــدُه

كَـآمِـرٍ فِــي سُـجُـونِ الـكَـبتِ يَـجـلِدُ بِـالــ
دُمــــوعِ كُــــلَّ أَســيــرٍ فِــيــهِ يَـنـتَـقِـدُهْ

يَـومِـي الــذِي فَــرَّ مِـنِّـي صَــارَ مَـوعِـدهُ
آتِــيـهِ يَـسـبِـقُ سَـبـتِـي دَائِــمًـا أَحَــدُهْ

أَقـودُنِـي وَالـخُـطَى خَـلـفِي وَخَـارِطةُ الــ
أَشـجَـانِ تَـسـكُنُ أَمـسًـا لَا يَــرَاهُ غَــدُهْ

وَحـــدِي أُفَـتِّـشُ عَـنِّـي فِـيـهِ.. ضَـيَّـعَنِي
عُــنـوانُـهُ وَتَــنَـاسَـى نِـسـبَـتِـي بَــلَــدُهْ

رَأَيــتُـهُ فِـــي سُــطُـورٍ لَا تَــبُـوحُ ســوَى
بِـالـسُـوءِ .. تُـشـبِهُ شَـيـخًا عَـقَّـهُ وَلَــدُهْ

نَـادَيـتُـهُ قَـائِـلًا: هَــل أَنــتَ...؟ قَـاطَـعَنِي
بصفعة الـ (هُسِّ).. غَابَتْ فِي الفَرَاغِ يَدُهْ

مُـسَـافِـرٌ كَــظَـلامِ الـلَـيلِ مِـــنْ وَطَــنٍ
مَــيْــتٍ إِلَـــى وَطـــنٍ مَـــا زَالَ يَـفـتَـقِدُه

كَــــأَنَّـــهُ نَــــهـــرُ أحــــــزَانٍ مُــبَــعـثَـرَةٍ
يَــعُــودُ بِـالـتِّـيهِ وَالـحِـرمَـانِ مَـــن يَـــرِدُهْ

حِــيـنًـا يَــلُــوحُ كَـسَـيـلٍ غَــيـرِ مُـكـتَـرِثٍ
بــالـدَّربِ يَـجـرِفُ صَـبـرِي عَـامِـدًا جَـلَـدُهْ

حِــيـنًـا يُـظَـلِّـلُ غَــيـمُ الـضَّـعـفِ غَـابَـتَـهُ
يَخَـافُ مِـن فَــأرَةٍ - لَـو حَـرَّكَتْ - أَسَــدُه

مَـــرَّتْ عَـلَـيـهِ صُـــرُوفُ الـدَّهـرِ أَجـمَـعُهَا
حَـتَّـى تَـقَـوَّسَ هَـجـرًا وَانْـثَـنَى جَـسَدُه

وَعَــــادَ وَالـقَـلـبُ يَــجـرِي خَـلـفَـهُ أَمَـــلًا
كَـالـنُّـورِ .. يَـكـفُـرُ بِـــي دَومًــا وَأَعـتَـقِدُه

مَـــا زِلـــتُ أَحــسَـبُ أَنِّــي ظِـلُّـهُ وَلِــذَا
فَــقَـأتُ عَـيـنَـيَّ حَــتـى لَا يُـــرَى رَمَــدُهْ

مَــحَـوتُ مِـــن جَـبـهَـتِي آثَـــارَ سَـجـدَتِهِ
وَعُـدَّتِـي فِــي مَـحَـارِيبِ الـدُجَـى مَـدَدُه

مَــــاذَا جَـنَـيـتُ لِأبْــقَـى فِــيـهِ مُـنـتَـظِرًا
يَـومًـا يَـفُـوحُ ابْـتِهَاجًا فِـي الـدُنَى كَـمَدُه

مختار محرم
4مايو 2016م