فبراير
--------------
مختار محرم
--------------
بِــــهِ نَـحـتَـفِـي وَبِــنَـا يَـتَـشَـفَّى
بُلِينَا بِه .. هَل مِن الدَّاءِ نُشفَى؟!

نُــخَـبِّـئُ فِــيــهِ ضَــيَــاعَ خُـطَـانَـا
وَيَـكـشِفُ مِــن تِـيـهِنَا مَـا تَـخَفَّى

وَنَــسْــكُـنُـهُ وَطَـــنًـــا لِــدُجَــانَــا
وَيَـجـعَلُ مِــن وَطَـنِ الـنُّورِ مَـنْفَى

وَيَـطـمِسُ مَــا خَـطَّهُ الـدَّهرُ فِـينَا
وَنَـكتُبُهُ فِـي مَدَى الشَّمسِ حَرفا

وَنَـلـعَـنُ فِــيـهِ حَـمَـاقَاتِ شَـعـبٍ
أَضَـــــاعَ قَــوَانِـيـنَـهُ وَاســتَـخَـفَّـا

وَيــحـمَـدُ فِـيـنَـا انـصِـيَـاعًا لِـلَـيـلٍ
مَــلَأنَـاهُ ظُـلـمًـا وَجَــهـلًا وَعُـنـفَـا

وَنَـضـحَـكُ فِــيـهِ وَيَـبـكِـي عَـلَـينَا
وَنَـسـألُنَا عَـنـهُ لَــمْ نَـلـقَ وَصَـفَـا

وَتَــأوِي إِلَـيـهِ الـشِّـعَارَاتُ حَـيـرَى
فَــيُـغـرِقُ حِــبـرَ الـقَـصَـائِدِ نَــزفَـا

وَنَــفـرِشُ صَـنـعَـاءَ بِـالـحُـبِّ دَربًــا
فَـيَـلـبَسُ هَــامَـةَ عَـيـبَـانَ خُــفَّـا

رَسَـمـنَاهُ فِــي أُفُــقِ الـلَيلِ بَـدرًا
مَـحَـاقًا وَقَــدْ أَكَــلَ الـحُـزنُ نِـصفَا

فَــعَــادَ إِلــيـنَـا ظَــلَامًــا بَـهِـيـمًـا
كَــآَلَامِـنَـا يَــغـرِفُ الــدَّمـعَ غَــرفَـا

زَرعْــنَـاهُ فِـــي أَمـسِـنَـا أُمـنِـيَاتٍ
حَـصَـدنَا سِـنِـينَ الـنُّبُوءَاتِ عَـجَفَا

كَـتَـبـنَـا لَـــهُ نَـشـتَـكِيهِ فَـمَـاتَـتْ
كِـتَـابَـاتُـنَا عِـنـدَمَـا الـحِـبـرُ جَــفَّـا

طَــوَيـنَـا إِلَــيــهِ لُــحُـودَ الـضَّـحَـايَا
لِــنَـقـوَى بِـــهِ فَـوَجَـدْنَـاهُ ضَـعـفَـا

بَـنَـيـنَـاهُ حُــلـمًـا يَـتِـيـمًا وَحِــيـدًا
وَلَـم يَـكُ لِلحُلمِ فِي الكَونِ سَقْفَا

فَــكَـانَ رَصِـيـفَ انـتِـكَاسٍ وَيَــأسٍ
وَصَـحـرَاءَ يَـفرِشُهَا الـوَهمُ سَـعْفَا

وَصَـــارَ حِـكَـايـةَ شَــعـبٍ تَـــرَدَّى
بِـآمَـالِـهِ يَـرشِـفُ الـمَـوتَ رَشْـفَـا

عَـلى قَـارَبِ الـخَوفِ سِرنَا فُرَادَى
وَعُــدَّتُـنَـا الــخَــاءُ وَالـــوَاوُ وَالــفَـا

فَـتُـهنَا.. نُـنَاجِي الـمُحِيطَ بِـصَمتٍ
أَيَـا بَـحرُ.. هَـلْ أَصْـبح القَاعُ مَرفَا؟