تلكَّأ، بيني والصَّدَى، مـا تلكَّأ مكانٌ إذا ما شئتُه .. كان أبطأ
أضأتُ له كهفا، فما إِنْ توضَّأ بكفِّيَ حتَّى خلتُه الكفَّ أخطـأ
ووطَّأتُه غيبا .. كأنَّيَ .. أنشأ له الغيبَ يُملَى أَوْ يَكُونُ مُوطَّأ
قرأتُ به صوتا .. عميقـا لأقرأ فنـاءَ كلامــًا .. ليسَ منِّي لأبدأ
. .
أشتقُّ منْ زمن الغياب كلامَه أشتقُّه .. زمنـا .. أكونُ مقامَه
أنشقُّ عنِّـي كيْ أجبَّ ظلامَه وظلامُه .. أبدا .. يحلُّ نظامَه
اللَّيلُ، منْ يـدِه، يخفُّ سنامُه أثرا ..إلى أثر .. يضمُّ خيامَه
لا يرشقُ المعنـى كأنَّ سهامَه في الحيِّ .. آفلةٌ.. تفلُّ منامَه
. .
تملَّى فضاءَ الكونُ حين تملَّى وما إِنْ جلا .. إلا تحلَّلَ شكلا
تخلَّى عن الذرَّاتِ .. كيفَ أطلا على جسدٍ ولَّى، ولمْ يَكُ أولى ؟
تعلَّلَ .. بالأشياء .. تحملُ ظلا لأسمائه .. وصلا .. وقطَّرَ طلا
تمثَّلَ أنَّ الكأس.. تكسرُ جذلى بصورتِـه .. مرآتهـا .. فتجلَّى
. .
تجلَّيتَ .. لولا أنَّ روحيَ حلَّتِ إذا ما خلعتُ النَّعلَ كنتُ لعلَّةِ
على جبل أدنَى إليَّ .. بوهلةِ تمثَّلتُ وقتـا .. جلَّةً .. إثرَ جلَّةِ
وما .. جبلٌ هذا .. ولكنْ كحُلَّةِ ولا جسدٌ يمشي .. إذا ما أقلَّتِ
أقلَّ عثـارًا .. بين جـذبٍ وضِلَّةِ كأنْ نقطةٌ بيضــاءُ .. دون أدلَّةِ
. .
كانوا إذا سألُوا، والفجـرُ يعتدلُ ما قامةُ اللَّيل يمشي كلَّما رحلُوا
وكلَّما اعتزلُوا الممشى إذا عدلُوا عن الطَّريق، وقالوا: ريثَما نصلُ ؟
أكلَّما الشَّمسُ، ليلا، ليسَ تنتقلُ وَلَيْسَ مُحتَملا في اللَّيل مُحتَملُ
ماشٍ بها الحلمُ محمولا به جدلُ مـا قامة الشَّيء .. لولا أنَّه البدلُ ؟
٠ .
كأنَّكَ تحثـو .. والتُّرابُ ترابُ قليلا من المعنى ودونكَ بابُ
وكفُّكَ تحبو، هلْ أمضَّكَ نابُ فعضَّ أعتابا.. فغضَّ جنابُ
فأفضى بآيـاتٍ إليكَ الكتابُ ففاضَ ثريَّاتٍ، فآضَ سحابُ
ففضَّ أساريرَ السَّماء طلابُ فغاضَ كأنْ لَمْ يتلئِبَّ سَـرابُ ؟
. .
كأنَّ سرابَ البيد منْ رئةِ المعنى تنفَّسَ فانقادتْ له غيمةٌ وسنى
تفرَّسَ في الذرَّاتِ يعبرُها دجنا ويعقدُها ماءً .. ونجما إذا افتنَّا
كما رغوةٌ بيضاءُ أجلسَها كونا تجانسَ حتَّى خاله أولَ المبنى
وخالسَه، في لحظةٍ، آخرَه ظنَّـا فأيقنَ أنَّ الحدسَ كانَ له الإذنا
. ,
تعلَّلَ بالرؤيا .. فأوشكَ مرئيّا يُحدِّثُ عنه غاشيًا ثمَّ مغشيا
يجاذبُه غيبٌ .. كأنَّ له الفتيـا وإلا فإنَّ الغيبَ هـمَّ به سقيـا
وإلا تبدَّى الطيُّ منتعلا طيـّا يخبُّ فضاءً، ثمَّ، أجنحةً عليا
تنزَّلَ فالأرضُ القريبة للرؤيـا إذا هُوَ يمشي آدميًّا إلى دنيا
. .
تأرَّثَ .. حتَّى كـادَ جمرٌ يورَّثُ ويلهثُ نـارًا .. كلَّما هُـوَ يلهثُ
وحدَّثَ .. فوضـاهُ إذا يتحدَّثُ كأنْ غيمة بيضاءُ ليسَ تؤنَّثُ
فلا شمسَ ذرَّاتِ الأشعةِ تلبثُ ولا مـاءَ يسرو كالنِّداءِ ويُبعَثُ
بأرضِكَ .. ظلٌّ هامَ .. لا يتريَّثُ أكنتَ له ظِلَّ الصَّـدَى .. يتأرَّثُ
. .
تمثَّلَ حتَّى خلتُه .. يتحوَّلُ إلى ما سواهُ حينما يتمثَّلُ
تأمَّلَ طيرًا ناظـرًا .. يتجوَّلُ فــذا منطقٌ للطَّير إذ يتأمَّلُ
وَذَا نهرهُ المحمـولُ لا يتنزَّلُ سـوى مرَّةٍ محـمـولةٍ تتأجَّلُ
وَمَنْ ذَا ؟ مرايا شاعر تتبدَّلُ ولا شاعـرٌ مـنهـا أتى يتعلَّلُ
. .





