لمن يكتب الشعراء القصيد؟


لمن يَكتب الشعراءُ القصيـدْ….لمن جَمعوا باقة مـن ورودْ ؟
لمن ؟..... يبعثون رسائلهم…. و قد مات كل سُعاة البريدْ ؟
لمن ؟ حين فرَّق بين القلوب....و بين المشاعر بيـدٌ و بيــدْ ؟
لمن و لمن؟ بعدما أصبحت....أحاسيسنا كجبال الجليـدْ ؟
لمن ؟ يتعب المنشدُون كثيرا....و إنسانُنَا آلةٌ من حديدْ ؟
*
لقد رحـل الشرق عن ذاتــه…. و حلَّ بها قـادم من بعيدْ
فلا الشـرق شرقٌ ولا الذوق ذوقٌ…. ولا اللحنُ لحنٌ و لا العود عودْ
و سُلَّت من الجسم فطرته…. و أصبح سقطَ متـاع زهـيدْ
و جفت منابع سلساله…. و فاضت أماكنها بالصديدْ
وأخرجت الأرض أثقالها…. ولا خفةٌ بقيت في الوجودْ
*
ويا أيها الشعر كم تتغنـى…. و قومك في الحي صرعى رقودْ ؟
وكم صغتَ لحنا شجيا…. و رجـعُ الصدى غفلة أو جحودْ
مضى زمن الشعـر يا صاحبي…. و عـشَّشَ في الدوح بومٌ بليدْ
يغرد طيشا بما لا يفيد…. و يطعن في قدرة المستفيدْ
تعولم يا صاحبي كل شيء…. و زالت عـن الكلِّ كلُّ الحـدودْ
*
و يا أيها الشعر صبرا.. فإن…. تولَّتْ ليالي الرضى .. ستعودْ
و يا أول العـاشقين و يـا آخـــــــــــــر العاشـقين وُقِيـتَ الصدودْ
غدا نستعيد هويتنا….. فأمتنا خصبة و ولودْ
ففي مغرب الشمس مشرقها.… و في الليل يكمن فجر جديدْ
*
وحين نثـوب إلى رشدنـــا.... سنبحث عن سـر ماض مجيـــدْ
سنتلو قصيدة تاريخنــا.... و نعرف ما هو بيت الــقصيدْ !
ففي ديننا حين كـان سلوكا.... وفي لغة الضــَّـاد حين تسودْ
و ديـن بلا خُلُقٍ خَلِقٌ.... و قوم بلا لغـــة كالقرودْ
عمود الديانة قرآنها.... و للغة الشعر هو العمودْ
صراع القيادة أمر قديـم.... و من عاد للأصل عاد يقودْ
*

من ديوان "خيمة الشَّعَر"