|
|
| قالت بنظمك لو قفّيتَ ما انفعلا |
|
|
و فاضَ نثراً و في أضلاعنا اشتعلا |
| تنسى الكلامَ و ما كنّا له جُحُدا |
|
|
إذ جاءَ خلقاً و للتنويعِ قد جُعِلا |
| شعرٌ و نثرٌ لكلٍّ كانَ موضعهُ |
|
|
فالنّثرُ أصلٌ و في التعبيرِ قد سَهُلا |
| لكنَّ سرّا من الإحساسِ نطلقٌهُ |
|
|
يفضي بسحرٍ منَ الأشعارِ منْجذلاَ |
| هامَ الشعورُ فلمّا اختارَ منطقَهُ |
|
|
اشتقَّ إسماً لهُ التفويضُ قد كمُلا |
| شعرٌ شعورٌ فذا ينبيكَ عن خبرٍ |
|
|
لا تبتعدْ فلديكَ الحقُّ قد مَثُلا |
| النّثرُ أصلٌ و كالبستانِ تعمرُهُ |
|
|
خضرُ الغصونِ و زَهرٌ فاحَ و اعتدَلا |
| و الشعرُ منهُ لهُ الأنظارُ قد ذهلتْ |
|
|
زهرٌ بديعٌ يثيرُ الرّوحَ إذ جمُلا |
| فأجملُ العينِ لو أرسلتَ تسألهم |
|
|
دونَ انتظارٍ يجيكَ الظنُّ منفعلا |
| من ذا يسائلُ في التفضيلِ بينهمُ |
|
|
غيرُ الضريرِ و كلِّ الشمِّ فارتجلا |
| هذا المؤرّخُ قد أنباكَ عن قممٍ |
|
|
في الشعرِ كانوا و في أحيائهم نَزَلا |
| عدَّ الأسامي من الشُّعارِ من سطعوا |
|
|
و النّثرُ شعبٌ من الأعلامِ قد أفلا |
| إنّي عجبتُ لأهلِ النّثرِ منبعهمْ |
|
|
بحرٌ يهيجُ و لكنْ شعرُناَ فضُلا |
| أعطى الكلامَ من التصوير أروعهُ |
|
|
مثلَ الجوامعِ لا تلقى بهِ خللا |
| كادتْ حروفهُ من إشعاعها دُرَراً |
|
|
صُفّتْ بحسنٍ فتاهَ الحسنُ و اعتزلا |
| جميلُ روحٍ و في الهندامِ متّسقٌ |
|
|
حكيمُ حرفٍ منَ الأمثالِ قد حَمَلا |
| مهما ابتدرتَ من الإبداعِ تنثرُهُ |
|
|
الشعرُ بِدعٌ يضاهي السّحرَ إنْ ثمِلا |
| أنداءُ وردٍ لها الوجدانُ في طربٍ |
|
|
حيا رواهُ و إرواءاً بهِ عَجِلا |
| أنداءُ ليلٍ لقد كانتْ لذي ظمئٍ |
|
|
من بعدِ جدبٍ لهُ الإحياءُ إذ خَمَلا |
| هنَّ الحياةُ و هنَّ البعثُ يرسلُهُ |
|
|
خلقاً جديدًا و قد عانى المدى عِللا |
| حيا سُقيتُ بهِ حييتُ و ارتشفتْ |
|
|
روحي انتظاراً لهُ إن عادَ مؤتمِلا |
| يُضنيهِ جَهدٌ من التفكيرِ متّصلٌ |
|
|
ليلٌ طويلٌ معَ الإصباحِ قد فُصِلا |
| يضنيهِ سربٌ من الأفكارِ تنقدُهُ |
|
|
و المقبلاتُ زوتْ من وحدةٍ خجلا |
| لا روحَ فيها سوى الإقبالِ مُكتَنَزاً |
|
|
يُحيي الفؤادَ و ذاكَ اليأسُ قد قتلا |
| حتى تراءتْ على التحقيقِ فاصلةً |
|
|
فارتدَّ جيشٌ من الأوهامِ و انخذلا |
| أو خابَ فيها صدى الإحقاقِ فانقلبتْ |
|
|
من بعدِ ظنٍّ إلى الإظلامِ فانسدلا |
| حبّاتُ قطرٍ و كالماساتِ أجمعها |
|
|
عِقداً بجيدي من الأفضالِ ما انفصلا |
| أو تاجَ رأسٍ ما انفكّت تفارقهُ |
|
|
تذكي الوفاءَ و عودَ النّبلِ مُشتعلا |