| 
 | 
مطرٌ، وكانَ الشّوقُ يلبَسُ مِعطفا  | 
 والنبضُ قربَ لظى الحنينِ توقَّفا | 
بينَ انتظارينِ، القصيدةُ أغلَقَتْ  | 
 آفاقَ لهفتِها الحرونِ تَعَفُّفا | 
قلبانِ تحتَ الطلِّ ما ارتكبا سوى  | 
 حبٍّ ومِن ورقِ الغوى لمْ يَخْصِفا | 
تركا على عنقِ المسافةِ مُديَةً  | 
 قد ضُرِّجتْ بدمِ التنائي والجفا | 
عبرا حدودَ الشَّكِّ نحوَ وقائعٍ  | 
 فيها الظنونُ قد اعتكفنَ تَصَوُّفا | 
قطفا مواسمَ لهفةٍ وتعاهدا  | 
 أنْ يُترعا كأسَيْ لقائهِما وفا | 
غَرَسا بذورَ الحبِّ ثمّ استمطرا  | 
 غيمَ الحقيقةِ أنَ يكونَ المُنصِفا | 
كانَ اللقاءُ على تخومِ تَلَهُّفٍ  | 
 أحقيقةٌ أم كذبةٌ؟، لم يعرفا | 
قَدّا قَميصَ الوَجدِ مِن دُبُرٍ وما  | 
 كانتْ زُليخَةَ وَهْوَ لمْ يَكُ يُوسُفا | 
روحانِ تَحْتَطِبانِ عُمرًا يابِسًا  | 
 كي تُوقِدا تَحتَ التَّصَبُّرِ ما انطفا | 
طِفلانِ والحِرمانُ أمْعَنَ فيهما  | 
 وإذا غَفا الحِرمانُ، لَهوًا أسرَفا | 
كانا على قيد الجنونِ قصيدةً  | 
 نثرتْ على جرحِ القوافي الأحرفا | 
كسرا زجاجَ الذّكرياتِ لأنّهُ  | 
 عَكِرٌ ويمتلكانِ أحداقَ الصّفا | 
خانتهُما عينُ الدقائقِ، غَيرةً  | 
 والوقتُ كانَ بحكمِهِ مُتَطَرِّفا | 
في مُقلةِ المِرآةِ جَفَّتْ دَمعةٌ  | 
 أوَلَمْ يَكُنْ مِن حَقِّها أنْ تُذرَفا؟ | 
رَضِيا بما قسمَ الربيعُ، تَفَرَّقا  | 
 روحًا مُوَلَّهَةً وقلبًا مُدنَفا | 
وقفا على جسدِ المسافةِ ضحكةً  | 
 والبَينُ تَرْجَمَها لِيَفهَمَها: (كفى) | 
تَهمي على الأطلالِ زَخّاتُ النّوى  | 
 والشوقُ تحتَ الطلِّ يلبَسُ مِعطَفا |