أرى الشّذّاذَ قد حذفوا حِسابي
وظنّوا أنّ في هذا عقابي
ولم يدروا بأنّي زدتُ فخرًا
وصرت على يقينٍ من كِتابي
لأنّ (الفَيسَ) يكرهُ كلَّ حُرٍّ
ويرضى بالمنافق والمحابي
كلامي كان يزعجهم كثيرًا
وهم لا شكَّ قد حسبوا حسابي
لأني لستُ أكتبُ أيَ شيءٍ
لأني لستُ أطرقُ أيَّ بابِ
لأني لم أكن عبدًا بصمتي،
ولا قولي يدلُّ على ارتيابِ
لأني لم أكن صنَمًا كغيري
سواءً في الحضور وفي الغيابِ
ولـكني صدعتُ بأمرِ قلبي
وبالنيرانِ قد أبديتُ ما بي
وكنتُ إذا المنصّةُ عاتبتني
أقول: قضيّتي فوقَ العتابِ
وكم سألوا على النشرِ اعتذارًا
ولـكنّي اختصرتُ لهم جوابي
وكم قالوا: اسحبِ المنشور هذا
لكي تبقى؛ ففضّلتُ انسحابي
*ـ
فلسطينُ الفِدى قد حرّرتْني
وغزّةُ قد أعادت لي صوابي
حرامٌ أن أعود إلى قيودي
وكفرٌ أن أُقِرَّ على خرابِ
هي الحربُ التي قد غيّرتني
على نفسي فأعلنتُ انقلابي
عرفتُ بها صديقي مِن عدوّي
وميّزتُ الشرابَ مِن السرابِ
معاركُها عركتُ بها وفائي
قضيّتُها نذرتُ لها شبابي
عجائبُها عرفتُ بها يقيني
حقائقُها بلغتُ بها نصابي
كتائبها كتبتُ بها مصيري
فصائلُها فصلْتُ بها خطابي
سراياها سريتُ بها مِدادًا
يمجُّ النورَ في ليلِ الضبابِ
ومن طوفانِها بدأ انتمائي
إلى الإسلام واكتمل انتسابي
إلى الإيمانِ والشعبِ الذي لا
يكون بغير ثورتِهِ التهابي
سقيتُ التينَ والزيتونَ دمعي
عجنتُ دمي بشعري بالترابِ
عبرتُ الشطّ والصحراءَ بَرقًا
حملتُ الطورَ زِرًّا في ثيابي
وكان البحرُ أحمرَ في عروقي
وكان الماءُ ملحًا في سحابي
وكانت (أُمْنياتي) كالمنايا
وكانت (أُغنياتي) كالحِرابِ
حكمتُ مدارِكي وتخيُّلاتي
فحتى الريحُ واقفةٌ ببابي
أنا لا أدخل المعنى ذليلًا
ولا ألقى القصيدة باضطرابِ
صنعاء 24نوفمبر2024م