آدم
وُلدتِ النفسُ في صفوِ البِداياتِ،
وكانَ أوَّلُ النَّاسِ طينًا في السماء.
علَّمهُ اللهُ الأسماءَ، والقلمَ والآيات،
وجعل له من ضلوعه حواء.
أكلا من شجرة التفاح، وما انتهوا
لكلام ربهم بتحريمها، غرهم إبليس بالوسوسات.
كانت فردوس عيشٍ، منها هبطوا
لأرض دنيا الابتلاء.
وبعد هبوط آدم، بدأت رحلة النبوة...
قابيل وهابيل
أول نسلِ أبي البشر،
قابيل وهابيل أسماؤهم.
قابيل عاملٌ بالأرض، الأخ الأكبر،
وهابيل الراعي، الأخ الأصغر.
قدّموا لله قرابينهم،
فقَبِل اللهُ إحداها، ورفض الأخرى،
ليشتعل الغضب،و يستفحل الشر،
قابيلُ قتلَ أخاهُ، وواراهُ الثّرى،
جريمةُ قتلٍ، ومعصيةٌ كُبرى،
"إنما يتقبل الله من عباده المتقين"،
ذكرى هابيل بقولِ تقوى.
ومن تلك اللحظة، بدأت الصراعات بين الأخوة...
شِيث
شِيثٌ أتى، هبةَ اللهِ للذّكرى،
ثالثُ أبناءِ آدم،
بارٌّ بالوالدينِ، وصلةَ الدم،
آخِذٌ وصايا أبي البشر نبراسًا،
ومحرماً نسلَ زواج المحارم،
يُحيي العهدَ، ويبني قاعدةَ النسبِ أساسًا.
وأما شيث، فقد أرسى دعائم الهداية...
إدريس
وكان إدريسُ نبيًّا ذا علمٍ،
وكان طهرُ النسلِ في نسبهِ ذاكَ الزمان.
رفعهُ اللهُ عاليًا، كما علّمهُ القلم،
وكرّمهُ بذكرِهِ في القرآن.
في سماء المعرفة، جاء إدريس ليُضئ الطريق...
نوح
فكانَ نوحٌ نبيًّا، معمّرا،
جاءَ لقومٍ طغاةٍ، بالنصحِ مأتمرا،
بنو راسبٍ عبدوا أصناما،
وكانوا لدينِ نبيّهم إحجاما.
رزقهُ اللهُ ذريةَ أبناء،
وأمرهُ بصنعِ السفينةِ والبناء.
كِنعانُ وأتباعُه غرقوا لكفرِهم،
وسامٌ وحامٌ ركبوا السفينةَ ونجوا من الطوفان.
وفي الطوفان، نجى من آمنوا...
هود
وجاء هودٌ إلى عادٍ وأصنامِهم،
نبيًّا فيهم، فكانوا أشقياء،
عبدوا من غيرِ اللهِ أوثانَهم،
صَداءٌ وصُمودٌ والهباء،
فكانت ريح صرصر لهم جزاء،
تهزُّ الخاسرين بلا عزاء.
وكان هودٌ بين قومه كالأنبياء، يجاهد ليُزيل الشرك...
صالح
وبُعث صالحٌ لثمودَ وهُداهم،
كذبوه، واستهزؤوا بلا حياء،
فكانتْ لهم الناقةُ آيةً لطلبهم،
فعقروها، وعتَوا عن أمرِ ربِّهم،
فأفنتهم صرخةٌ من ربِّك، بلا رجاء.
فكان صالحٌ مع قومه يواجه الظلم بكل عزم...
إبراهيم
وإبراهيمُ، حكيمُ الرسلِ وخليلُهم،
ناظرَ النمرودَ في مماتِ الناسِ وإحيائهم،
فما استطاعَ الجبّارُ بسحرِهِ،
أن يأتيَ بالشمسِ من مغربِها.
لَظى أصبح بردًا وسلامًا على بدنهِ رغمَ شرِّها،
بنى الخليلُ الكعبةَ للهِ إجلالًا،
وتجبَّرَ النمرودُ في الأرضِ مختالًا،
فكانَ حتفُهُ، وإبليسُ حليفُه،
ببعوضةٍ، إعجازُ إلهٍ في خلقِه.
وها هو إبراهيمُ، الباني والمُصلح...
لوط
وكان لوطٌ ينذرُ قومَهُ بخُطى الحياء،
دعاهم للفطرةِ، والحسنى لجنسِهم،
فتمادوا في الرِّجسِ، شرٍّ وخفاء،
فأمطر اللهُ عليهم الحجارةَ برجمِهم،
ونجّى لوطًا وأهلَهُ الأتقياء.
وفي قوم لوطٍ، كانت الخيانة للجنس...
شعيب
وجاء شُعيبٌ، دعا قومَه جهرًا،
"أن اعدلوا الميزانَ، أصحابَ الأيكة"،
تابعوا في الغشِّ، بخصالِهم،
فكانَ نصيبُهم قيظًا محرقة،
فسحابةٌ حسبوها ظلًّا وبركة،
فكانتْ لهم نارًا مهلكة.
وحين بسطتْ ظلمتهم، جاء شعيبٌ يدعوهم للعدل...
إسماعيل
وإسماعيلُ الذبيحُ كان قُربانًا،
ابتلاءً لإبراهيمَ، والقلبُ كليم،
أمرٌ مُطاعٌ، والصبرُ عنوانًا،
ففداهُ اللهُ بكبشٍ عظيم،
جزاءً لصِدقِ الطاعةِ والإيمانِ العظيم.
وفي أرض الإيمان، فداه الله بقربان عظيم...
يعقوب
ويعقوبُ، بذرةُ الأسباطِ،
ورثَ الهُدى من جدِّه الخليلِ،
وكانَ حنيفًا، قويمَ الصراطِ،
أبو اليهودِ، وأصلُ بني إسرائيلِ.
وها هو يعقوبُ، حاملُ الأمانة...
يوسف
ومن بنيهِ يوسفُ، بشيرُ الأحلام،
نبيُّ اللهِ، الجميلُ الصدّيق،
من سجدتْ لهُ الأقمارُ والأجرام،
وما كان من إخوتِهِ مِثلَهُ خليق.
كادوا لهُ، وباعوا لأبيهم الأوهام،
كذبوا عليهِ، فرموهُ في الجبِّ العميق،
فأوصى ربُّكَ يوسفَ بالصبرِ والإقدام،
فخشعَ قلبُهُ سكينةً، بإيمانٍ وثيق.
وجاءوا أباهم بدمٍ كَذِبٍ،
قميصٌ مصبوغٌ، والفاعلُ ذئب.
فالتقطتْهُ قافلةٌ لا تدري مكنونَ الغلام،
فكانَ بضاعةً، بثمنٍ بخسٍ، لقلوبٍ لا تفيق.
أدخلوهُ قصرَ العزيزِ، بنبأِ الإكرام،
فراودتهُ زليخةُ، والهوى قد ضاق،
فاستعصمَ الطاهرُ، ونجا من الفساق
يتبع....