أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: صاحبة المنديل

  1. #1
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : May 2016
    الدولة : الأردن
    المشاركات : 645
    المواضيع : 188
    الردود : 645
    المعدل اليومي : 0.19

    افتراضي صاحبة المنديل

    *وأنا في طريقي الى المستشفى ،،شاهدتُ زجاجات خمر فارغة ,,,! يُلقون جنب فوهة الموت أوعية خمورهم ،،هذه المشافي التي يأتون اليها أحياء ويخرجون ،،من أنفاقها السُفلى المظلمة ،،،موتى ،،لا تدري أين مكانهم في السماء ….!

    ،،،تعجبتُ ،،هل فرَغوا من كلّ تكاليف الحياة ولم يبقَ إلاّ الخمر ،،،!،وأتمّوا رسالة حياتهم ،،ووجدوا كلّ ما ضلَّ عن عقولهم ،،،!وفرحوا فرحة كبرى وهم يجدون طريقهم مع الماضين إلى السماء ،،،،،،،،،!

    .

    ،،يشبهون طالب علم يلعب قبل الإمتحان ،،! تنظرُ اليه تتعجَّبُ ،،،كيف لا يفكّر بنجاحه ،،،! وهؤلاء يشربون قبل يوم القيامة خمرا ,,,,!أليس بيننا والموت شبرٌ منذ خُلقنا ،،،وما نزال نمشي ولم نقطع الشبر ،،،! ،،ولكننا سنقطعه ،،! ونذهب في الليل إلى السماء ،،،،،،،!

    ،،،،،أبعدتُ تلك الزجاجات بقدمي ،،،،وصليتُ على التراب ،،،،أنظر إلى السماء ،،وأقول لو نظَرَ هؤلاء ألى السماء مرّة واحدة ،،،يتطهرون بذلك النور الذي يملؤها ،،،،وأنا أفكّر بشاربي الخمر ،،،،نزَلَت امرأة محجّبة ووضعتْ أما م مسجد جبهتي منديلا ،،،،لأسجد عليه ،،،،وانتظرَتْ حتى انتهيْتُ ،،،،،،من الصلاة ،،،،،،! أعطيتها المنديل وأنا أبتسم متعجبا شاكرا ،، قلت لها : التراب طهور ،،،!

    ،،وابتعدتْ بسيارتها ،،،،،وأنا كنت أصلّي وفي ذاكرتي صورة زجاجات الخمر وصورة المنديل ،،،،،،!فهذه الفلاة مكتظّة ،،أيضا بمن وجدوا الطريق ،،،،،،،،يمشون في كلّ مكان وهم فرحون لأنّهم يلقون الله ،،بكلّ قطعة نور ،،،،،من عمرهم المليء بالخير ،،،

    .





    عبدالحليم الطيطي
    عضواتحادالكتاب والأدباءالأردنيين والتجمع العربي للأدب./الأردن

  2. #2
    الصورة الرمزية آمال المصري
    عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,963
    المواضيع : 412
    الردود : 23963
    المعدل اليومي : 3.82

    افتراضي

    لقد حملتنا كلماتك اديبنا الفاضل إلى قلب الفلاة المظلمة، حيث الزجاجات الفارغة على فوهة الموت تصبح مرايا للضعف البشري، والمنديل الطاهر على الجبهة نورًا يغسل الروح. في نصك تتقاطع الغفلة مع الرحمة، والخطيئة مع النور، فتشعر النفس بالرهبة والعظمة، وتدرك أن الطريق إلى السماء يبدأ بلحظة وعي واحدة.
    لقد أبدعت في اختزال المعاناة الإنسانية في صور بليغة، تجعل القارئ واقفًا أمام ذاته، متأملًا، متأثرًا، وكأنك صغت نصًا يهمس بالخلود، نصًّا لا يُقرأ فحسب، بل يُعاش.
    هذا العمل يستحق كل الثناء، ويظل شاهداً على سمو روحك وبلاغة قلمك وجلال رؤيتك.
    تحياتي لك

  3. #3
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 22,774
    المواضيع : 383
    الردود : 22774
    المعدل اليومي : 4.76

    افتراضي

    نصّك يفيض بمفارقات عميقة بين ظلمة الخمر ونور السماء،
    بين زجاجة فارغة تُلقى عند عتبة الموت، ومنديل طاهر
    يُفرش أمام سجدةٍ تبحث عن القرب.
    عجيب أمر هؤلاء البشر الذين يعيشون
    الموت في كل لحظة ولا يعدونه، ولا يرتدعون، أو يعملون له
    ولا ينظرون إلى السماء لتتطهر قلوبهم وليحسنوا لقاء ربهم
    هو تأمل في عبث الإنسان حين يضيع قبل لحظة الحساب، ،
    كمن يستبدل نور الله بجرعة عابرة.
    وفي المقابل، يلمع بصيص الطهر في امرأةٍ عابرة تضع المنديل،
    فيتحول المشهد من فوضى الخمر إلى صفاء الصلاة.
    كأن النص يصرخ: ليس الموت هو الفاجعة، بل أن نذهب إليه فارغين.
    أما الذين ملأوا أعمارهم بالنور، فإن خطواتهم إلى السماء مكللة بالفرح.
    نص بديع يحمل صورة الصراع الأبدي بين من يبيعون أرواحهم للشيطان
    وبين الذين يسكوبنها عند أعتاب الله.
    شكرا لك على رقة الحس وشفافية الروح وعمق المعاني.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : May 2016
    الدولة : الأردن
    المشاركات : 645
    المواضيع : 188
    الردود : 645
    المعدل اليومي : 0.19

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آمال المصري مشاهدة المشاركة
    لقد حملتنا كلماتك اديبنا الفاضل إلى قلب الفلاة المظلمة، حيث الزجاجات الفارغة على فوهة الموت تصبح مرايا للضعف البشري، والمنديل الطاهر على الجبهة نورًا يغسل الروح. في نصك تتقاطع الغفلة مع الرحمة، والخطيئة مع النور، فتشعر النفس بالرهبة والعظمة، وتدرك أن الطريق إلى السماء يبدأ بلحظة وعي واحدة.
    لقد أبدعت في اختزال المعاناة الإنسانية في صور بليغة، تجعل القارئ واقفًا أمام ذاته، متأملًا، متأثرًا، وكأنك صغت نصًا يهمس بالخلود، نصًّا لا يُقرأ فحسب، بل يُعاش.
    هذا العمل يستحق كل الثناء، ويظل شاهداً على سمو روحك وبلاغة قلمك وجلال رؤيتك.
    تحياتي لك
    ....ألف سلام يااستاذ آمال وألف شكر