أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: سَلامُ المُنْهَكين

  1. #1

    افتراضي سَلامُ المُنْهَكين

    لَيْسَ قَسْوَةً أَنْ أُغْلِقَ البَابَ،
    وَلَا جَفَاءً أَنْ أَلُوذَ بِصَمْتِي الطَّوِيلِ،
    وَلَكِنَّ القَلْبَ الَّذِي ذَاقَ مَرَارَةَ الخَيْبَةِ،
    تَعَلَّمَ أَلَّا يَسْكُبَ حَنَانَهُ فِي إِنَاءٍ مَثْقُوبٍ،
    وَأَنَّ العَطَاءَ إِذَا أُلْقِيَ فِي صَحْرَاءٍ قَاحِلَةٍ،
    يَعُودُ عَلَى صَاحِبِهِ رَمَادًا يَلْسَعُ كَفَّيْهِ.
    كَمْ مرّة حَاوَلْتُ أَنْ أُرَمِّمَ النَّدَى فِي وجْه الرِّيحِ،
    أَنْ أُقْنِعَ الجُرْحَ بِأَنَّ لَهُ جَنَاحَيْنِ..
    وَلَكِنَّ الأَلَمَ كَانَ أَسْبَقَ إِلَى البَوْحِ.
    قُلْتُ لَهُ ذَاتَ وُجُوعٍ:
    مَا زَالَ فِي العُمْرِ فُسْحَةٌ تُصْلِحُ مَا كَسَرَتْهُ يَدَاكَ.
    فَضَحِكَ ضَحِكَةَ مَنْ لَا يَرَى فِي الانْكِسَارِ إِلَّا فُرْجَةً عَابِرَةً.
    اليَوْمَ، لَا أُغْلِقُ البَابَ عَلَى الحَنِينِ،
    بَلْ عَلَى الضَّجِيجِ الَّذِي أَنْهَكَنِي.
    أَطْوِي مَاضِيَّ بِهُدُوءٍ يُشْبِهُ حِكْمَةَ المَسَانِ،
    وَأَتْرُكُ مَا تَبَقَّى مِنْ وُجُوعِي لِلزَّمَنِ،
    فَهُوَ وَحْدَهُ القَادِرُ عَلَى تَهْذِيبِ الذَّاكِرَةِ.
    مَا عُدْتُ أُنَادِي الصَّخْرَ بِاسْمِ الحَبِيبِ،
    وَلَا أُعَاتِبُ الغِيَابَ عَلَى انْكِسَارِ الضَّوْءِ.
    لَا أَكْرَهُهُ،
    وَلَكِنَّ قَلْبِي الَّذِي كَانَ يَرْفْرِفُ لَهُ بِالدُّعَاءِ،
    صَارَ يُتْمْتِمُ بِالشُّكْرِ لِأَنَّهُ ابْتَعَدَ.
    وَسَأَقِفُ يَوْمًا أَمَامَ قَدَرِي مُطْمَئِنَّةً،
    أَقُولُ: لَقَدْ تَعِبْتُ مِنَ الطُّهْرِ فِي مَوَاضِعِ الدَّنَسِ،
    وَمِنَ الحُلْمِ فِي عُيُونٍ لَا تَعْرِفُ الأَمَانَ.
    وَمَا طَلَبْتُ مِنَ الحَيَاةِ إِلَّا أَنْ تُعِيدَ إِلَيَّ سَكِينَتِي،
    وَتَتْرُكَنِي أُكْمِلُ مَا تَبَقَّى مِنَ العُمْرِ،
    خَفِيفَةً... كَمَا تَلِيقُ بِالنَّاجِينَ.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2

    افتراضي

    ياالله.. كم هو مؤلم بوحك
    كم هو موجوع قلبك..
    ذلك القلب الذي ذاق مرارة الخيبة
    الذي أعطى بغير حساب، وحاول بكل جهد
    الترميم لتستمر الحياة
    ولكن الألم كان هو حصيلة ماتبذلين
    اليوم .. تحاولين غلق الباب، بصمت وبلا جفاء
    لا تغلقين على الحنين، بل على ضحيح أنهكك
    لتطوي صفحة الماضي تاركة للزمن أن ينسيك أوجاعك
    لن تنادي مرة أخرى ذلك القلب الذي قد من صخر بالحبيب
    ولن تعاتبيه
    إن قلبك الذي كان يدعو له ـ لن يدعو عليه
    ولكنه سيشكر الله لأنه ابتعد
    وستقفين قوية مطمئنة، طالبة من الحياة أن تعيد لك سكينتك
    لتكملي حياتك في هدوء وأمان ـ ويتملكك شعور الناجين.

    نصّكِ لوحة نُضجت على نار التجربة، فيه وجعٌ راقٍ لا يصرخ
    بل يبوح بحكمةٍ تعبق بالهدوء بعد العاصفة.
    يبدو القلب هنا وقد تخلّص من وهْم “الحنين” ليتكئ على وعيٍ جديد:
    أن السلام لا يُطلب من الآخرين، بل يُصنع في الداخل.
    لغة النص رصينة، مشبعة بالعذوبة والألم المصفّى،
    متّزنة بين الشعر والتأمل.
    وخاتمته، “خَفِيفَةً... كَمَا تَلِيقُ بِالنَّاجِينَ”، هي خلاصة النص كله
    اعتراف بالنجاة لا بالفقد، ووقفة نضج أمام حطامٍ صار دربًا نحو السلام.

    يا أيتها العازفة على أوتار الواقع ، نزيف واقعيتك لامست مشاعري
    وتعلغلت في أعماقي ، فحلقت مع إبداعك وشجن احاسيسك .
    باقات النرجس لقلبك.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3

  4. #4

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناديه محمد الجابي مشاهدة المشاركة
    ياالله.. كم هو مؤلم بوحك
    كم هو موجوع قلبك..
    ذلك القلب الذي ذاق مرارة الخيبة
    الذي أعطى بغير حساب، وحاول بكل جهد
    الترميم لتستمر الحياة
    ولكن الألم كان هو حصيلة ماتبذلين
    اليوم .. تحاولين غلق الباب، بصمت وبلا جفاء
    لا تغلقين على الحنين، بل على ضحيح أنهكك
    لتطوي صفحة الماضي تاركة للزمن أن ينسيك أوجاعك
    لن تنادي مرة أخرى ذلك القلب الذي قد من صخر بالحبيب
    ولن تعاتبيه
    إن قلبك الذي كان يدعو له ـ لن يدعو عليه
    ولكنه سيشكر الله لأنه ابتعد
    وستقفين قوية مطمئنة، طالبة من الحياة أن تعيد لك سكينتك
    لتكملي حياتك في هدوء وأمان ـ ويتملكك شعور الناجين.
    نصّكِ لوحة نُضجت على نار التجربة، فيه وجعٌ راقٍ لا يصرخ
    بل يبوح بحكمةٍ تعبق بالهدوء بعد العاصفة.
    يبدو القلب هنا وقد تخلّص من وهْم “الحنين” ليتكئ على وعيٍ جديد:
    أن السلام لا يُطلب من الآخرين، بل يُصنع في الداخل.
    لغة النص رصينة، مشبعة بالعذوبة والألم المصفّى،
    متّزنة بين الشعر والتأمل.
    وخاتمته، “خَفِيفَةً... كَمَا تَلِيقُ بِالنَّاجِينَ”، هي خلاصة النص كله
    اعتراف بالنجاة لا بالفقد، ووقفة نضج أمام حطامٍ صار دربًا نحو السلام.
    يا أيتها العازفة على أوتار الواقع ، نزيف واقعيتك لامست مشاعري
    وتعلغلت في أعماقي ، فحلقت مع إبداعك وشجن احاسيسك .
    باقات النرجس لقلبك.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    في ردك أقرأ نفسي من جديد،
    كما لو أنكِ التقطتِ أنفاسي بين السطور،
    ورأيتِ ما وراء الحروف لا في ظاهرها.
    لقد أنرتِ النصّ بعينٍ ناقدةٍ تُشبه المصباحَ في يد من يعرف الطريق؛ رؤيتكِ أضافت للنص بعدًا ثالثًا، لم أكن أظنّ أن الكلمات تُخفيه.
    تأملكِ لمفاصل الوجع والسكينة جاء كمن يضع البلسم على جرحٍ نسي صاحبه موضع الألم.
    نعم.. هو سلامُ المنهكين، ذاك الذي يُولد من رماد الخيبات لا من نعيم الراحة، سلامُ مَن أدرك أن الحنين ليس ضعفًا، بل درسًا من دروس النجاة
    ما أجمل أن يُقابل النصّ قارئًا يرى في الوجع جمالَه،
    وفي الانكسار كبرياءَه، وفي الصمت بلاغةً تفوقُ كلَّ ضجيج.
    ممتنّة لحضوركِ الذي أنصفَ الكلمة واحتفى بروحها، ولقراءةٍ تشبهكِ: عميقة، راقية، مطمئنة،
    كما يليقُ بمَن تكتب بقلبٍ يرى الجمال حتى في رماد الحكاية.
    تحياتي

  5. #5

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله المحمدي مشاهدة المشاركة
    ومازلنا نرقب قدومه وكأنه الكون كله
    أكتبُ عن عودةٍ لا يسكُنها الشوق،
    بل سكينةٍ تولدُ من يقينٍ بأننا لا نفقدُ إلا ما يُثقِل أرواحَنا.
    فبعضُ الغيابِ خلاص، وبعضُ النهاياتِ بدايةٌ لهدوءٍ يُشبه النجاة.
    توقيعك هنا أثرى النص فشكرا لك
    تحياتي