أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: سَلامُ المُنْهَكين

  1. #1
    الصورة الرمزية آمال المصري
    عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,987
    المواضيع : 417
    الردود : 23987
    المعدل اليومي : 3.80

    افتراضي سَلامُ المُنْهَكين

    لَيْسَ قَسْوَةً أَنْ أُغْلِقَ البَابَ،
    وَلَا جَفَاءً أَنْ أَلُوذَ بِصَمْتِي الطَّوِيلِ،
    وَلَكِنَّ القَلْبَ الَّذِي ذَاقَ مَرَارَةَ الخَيْبَةِ،
    تَعَلَّمَ أَلَّا يَسْكُبَ حَنَانَهُ فِي إِنَاءٍ مَثْقُوبٍ،
    وَأَنَّ العَطَاءَ إِذَا أُلْقِيَ فِي صَحْرَاءٍ قَاحِلَةٍ،
    يَعُودُ عَلَى صَاحِبِهِ رَمَادًا يَلْسَعُ كَفَّيْهِ.
    كَمْ مرّة حَاوَلْتُ أَنْ أُرَمِّمَ النَّدَى فِي وجْه الرِّيحِ،
    أَنْ أُقْنِعَ الجُرْحَ بِأَنَّ لَهُ جَنَاحَيْنِ..
    وَلَكِنَّ الأَلَمَ كَانَ أَسْبَقَ إِلَى البَوْحِ.
    قُلْتُ لَهُ ذَاتَ وُجُوعٍ:
    مَا زَالَ فِي العُمْرِ فُسْحَةٌ تُصْلِحُ مَا كَسَرَتْهُ يَدَاكَ.
    فَضَحِكَ ضَحِكَةَ مَنْ لَا يَرَى فِي الانْكِسَارِ إِلَّا فُرْجَةً عَابِرَةً.
    اليَوْمَ، لَا أُغْلِقُ البَابَ عَلَى الحَنِينِ،
    بَلْ عَلَى الضَّجِيجِ الَّذِي أَنْهَكَنِي.
    أَطْوِي مَاضِيَّ بِهُدُوءٍ يُشْبِهُ حِكْمَةَ المَسَانِ،
    وَأَتْرُكُ مَا تَبَقَّى مِنْ وُجُوعِي لِلزَّمَنِ،
    فَهُوَ وَحْدَهُ القَادِرُ عَلَى تَهْذِيبِ الذَّاكِرَةِ.
    مَا عُدْتُ أُنَادِي الصَّخْرَ بِاسْمِ الحَبِيبِ،
    وَلَا أُعَاتِبُ الغِيَابَ عَلَى انْكِسَارِ الضَّوْءِ.
    لَا أَكْرَهُهُ،
    وَلَكِنَّ قَلْبِي الَّذِي كَانَ يَرْفْرِفُ لَهُ بِالدُّعَاءِ،
    صَارَ يُتْمْتِمُ بِالشُّكْرِ لِأَنَّهُ ابْتَعَدَ.
    وَسَأَقِفُ يَوْمًا أَمَامَ قَدَرِي مُطْمَئِنَّةً،
    أَقُولُ: لَقَدْ تَعِبْتُ مِنَ الطُّهْرِ فِي مَوَاضِعِ الدَّنَسِ،
    وَمِنَ الحُلْمِ فِي عُيُونٍ لَا تَعْرِفُ الأَمَانَ.
    وَمَا طَلَبْتُ مِنَ الحَيَاةِ إِلَّا أَنْ تُعِيدَ إِلَيَّ سَكِينَتِي،
    وَتَتْرُكَنِي أُكْمِلُ مَا تَبَقَّى مِنَ العُمْرِ،
    خَفِيفَةً... كَمَا تَلِيقُ بِالنَّاجِينَ.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 22,911
    المواضيع : 388
    الردود : 22911
    المعدل اليومي : 4.74

    افتراضي

    ياالله.. كم هو مؤلم بوحك
    كم هو موجوع قلبك..
    ذلك القلب الذي ذاق مرارة الخيبة
    الذي أعطى بغير حساب، وحاول بكل جهد
    الترميم لتستمر الحياة
    ولكن الألم كان هو حصيلة ماتبذلين
    اليوم .. تحاولين غلق الباب، بصمت وبلا جفاء
    لا تغلقين على الحنين، بل على ضحيح أنهكك
    لتطوي صفحة الماضي تاركة للزمن أن ينسيك أوجاعك
    لن تنادي مرة أخرى ذلك القلب الذي قد من صخر بالحبيب
    ولن تعاتبيه
    إن قلبك الذي كان يدعو له ـ لن يدعو عليه
    ولكنه سيشكر الله لأنه ابتعد
    وستقفين قوية مطمئنة، طالبة من الحياة أن تعيد لك سكينتك
    لتكملي حياتك في هدوء وأمان ـ ويتملكك شعور الناجين.

    نصّكِ لوحة نُضجت على نار التجربة، فيه وجعٌ راقٍ لا يصرخ
    بل يبوح بحكمةٍ تعبق بالهدوء بعد العاصفة.
    يبدو القلب هنا وقد تخلّص من وهْم “الحنين” ليتكئ على وعيٍ جديد:
    أن السلام لا يُطلب من الآخرين، بل يُصنع في الداخل.
    لغة النص رصينة، مشبعة بالعذوبة والألم المصفّى،
    متّزنة بين الشعر والتأمل.
    وخاتمته، “خَفِيفَةً... كَمَا تَلِيقُ بِالنَّاجِينَ”، هي خلاصة النص كله
    اعتراف بالنجاة لا بالفقد، ووقفة نضج أمام حطامٍ صار دربًا نحو السلام.

    يا أيتها العازفة على أوتار الواقع ، نزيف واقعيتك لامست مشاعري
    وتعلغلت في أعماقي ، فحلقت مع إبداعك وشجن احاسيسك .
    باقات النرجس لقلبك.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي