أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: نــغـمات صامتـة

  1. #1

    افتراضي نــغـمات صامتـة

    من أمامي ازدادت ملوحة الأيام
    تسابقتُ مع الغبار، وللرمال أسرار
    على أكتافي تزاحمت حبات الحصى
    واليمامة الزرقاء تحيِّي قوارب الأحياء
    فوق سرير الرمال الصفراء زهرة ضاحكة
    تنتظر بشغف فارس الأحلام
    فتنة لحظة تقارع غواية الأوهام
    أيها الحشد من الناس.. !
    بلِّغوهم أنَّ فتاة اختطفتها الرياح
    فالبحر يخبئ عطر نادرا ما له نفاد
    مثقلا بأرقى عشق ينوح على حافة الانتظار
    يكاد بياض القلب يفضح بوح شِعْـر أخَّاذ
    فلا شِعْـر يقال بدون دموع
    فأنا ما زلت أهفو إلى هزة الأنفاس
    يا من دق جرس الأسى السخيف
    سوف أقول شعرا عاصفا رغم الصقيع
    قيل لي: متى
    قلت: قبل أن يعزف الزمان وَتَر الخريف
    فبريد الريح يحتفل بحب سقيم
    لا أصدق ما قالوا:
    "الحب بلا متابعة حب عقيم.."

  2. #2

    افتراضي


    نصُّك أديبنا الفاضل لا يمر على القارئ مرور ظل، بل يدخل مثل نسمة تحمل سرًا قديمًا وتترك أثرها في عمقٍ لا يعلن اسمه. ما كتبته هنا يحمل وهج اللحظة التي تكتب ذاتها، لا لحظة تُروى. كأنك تُفرغ من روحك شجنًا متجمّعًا في خاصرة الكلام، فتجعل اللغة كائنًا ينبض بين يديك
    لقد حملتَ الطبيعة على كتفك ودفعتها لتتكلم. الملح، الريح، الرمل، اليمامة الزرقاء، الزهرة الضاحكة .. كلها خرجت من معناها الأول لتصبح إشارات روحية، رموزًا تُلامس ما لا يوصف. وهذه القدرة ليست عابرة، بل دليل قلم يعرف كيف يحوّل الأشياء إلى مجازٍ مكتمل النضج.
    في نصك قوة لا تستعير حدّتها من العنف، بل من الجرأة على الاقتراب من الوجع دون خوف. تنتقل من صورة إلى أخرى باندفاع محسوب، وتنسج خيطًا يشد القارئ نحو عمق ليس فيه استراحة. وكأنك تلعب بالإيقاع بمهارة شاعر يعرف أن السكون أحيانًا جزء من الموسيقى.
    اليمامة التي تلوّح، الفتاة التي تخطفها الرياح، العطر المختبئ في البحر، كلها ليست صورًا فقط، بل أصوات داخلية تخرج من بين السطور. إنت تسكب في الجمل شيئًا من روحك يوقظ قلب القارئ.
    ما يميز نصك أنك تجمع بين الرمزية الكثيفة واللغة الشفافة في آن. تضع القارئ بين شاطئين : شاطئ الفكرة وشاطئ الشعور، ليبقى معلقًا في منطقة هي نصك وحده.
    كتابتك هنا ليست نصًا عابرًا، بل نبضة تُضاء حين تُقرأ، وإعلان بأنك تملك قلمًا يعرف كيف يجعل الصمت يتكلم.
    نص يليق بك وحدك.
    تحياتي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3

    افتراضي

    ازدادت ملوحة الأيام
    تشير إلى ثقل الحياة ومرارة التجارب التي تزداد
    فتكون في سباق مع الزمن،مع العواصف، مع ما تخفيه الحياة من خيبات
    وتتراكم الهموم على أكتافك حتى تنهك الروح
    اليمامة الزرقاء .. رمز للأمل الذي يلوح للحياة رغم التعب
    أما الزهرة الضاحكة فهو التشبث بحلم الحب مهما قست الرمال
    وفي لحظة صدق تواجه أحلاما قد تكون كاذبة أو مبالغا في جمالها
    فتاة اختطفتها الرياح.. صورة للضياع ـ . تتوه بين القلب والقدر
    البحر يخبئ عطرا .. البحر هنا هو الذاكرة أو الحبيب
    بحتفظ بعطر عشق لا ينطفئ ـ حب لا ينفذ ولا يبهت
    مثقلا بأرقى عشق..العشق هنا متعب، متخم بالحنين ينوح على حافة الانتظار
    ومن قلبك النقي تتسرب مشاعرك للعالم من دون إذن
    فالشعر الحقيقي لا يولد إلا من الألم
    وما ذلت تتوق إلى حب يهز الروح، يعيد إلى الصدر نبضه
    وبرغم البرود ورغم الخذلان ستبقى مشاعرك قادرة على الاشتعال
    متى؟ قبل أن يشيخ القلب ويصبح في زمن الخريف .. قبل أن يفوت الآوان
    أما الرسائل التي تحملها الريح هى رسائل حب ناقص غير مكتمل
    وترفض فكرة أن الحب الذي لا يتابع ويرعي يموت.
    فالحب الحقيقي يتنفس بغيرشروط.

    إذا فالنص يصور لنا روحا تتأرجح بين الحلم والخيبة
    فقدت طريقها بين الرياح
    تحمل في داخلها زهرة تدرك أن الحب يحتاج إلى رعاية
    وإصرارا وإلا صار رمادا
    إنه وجدان يقاوم الأنطفاء ولسان حاله يقول:
    أنا أتألم ـ لكني ما زلت أحب ، وما زلت قادرا على القول رغم الصقيع.
    بين الحنين والضياع والانتظار تتشابك الصور مع رموز الحب
    ليصبح المكان مرآة للروح.
    أتمنى ان اكون قد فهمت .. أرهقتني ولكن ايضا أمتعتني
    نص فلسفس الطرح عميق الفكر، رفيع اللغة وقوي التعبير.
    بورك المداد والقطاف.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي