| 
 | 
وصفوا الطريقَ وحمَّلوك سلاحا  | 
 ومضيتَ تطلبُ عزة وفلاحا | 
هيمانَ في شتى الدروبِ مَُضَلَّلا  | 
 ذَنَبا لمن خلّوا "الجِنَان" شِيَاحا | 
جَهْلا تضاجعُ ما ذرتْ شهواتهُُم  | 
 فلَقِحْتَ مما ينفثونَ سِفَاحا | 
ومررتَ فوقَ ذُرَى الكرامِ مُدَثرا  | 
 بالخزيِ إذ زعَمتْ خُطاك نجاحا | 
فغرستَ في رحمِ الحقيقةِ كذبة ً  | 
 ونصبتَ في وهجِ العيونِ رِماحا | 
آسٍ بما حملت أكفك من هوىً  | 
 ملأ الفسيحة َأدمعا وصياحا | 
ترتاب من وقعِ الحوارِ وتنثني  | 
 للقتلِ مُذْ حُزتَ الشكوكَ وِشَاحا | 
تكبو على سُبل العداةِ غواية ً  | 
 لتزيدَ حاضرَ أمتيك جراحا | 
عطَّلْتَ عقلَكَ واتبعت بلا هدىً  | 
 أترى ارتهانَ العقلِ صار مباحا؟؟ | 
أواه . كم منحتْ يداك دياجيا  | 
 أواهُ كم سحقتْ يداك وِضِاحا | 
أواهُ .كم خِلتَ الجهادَ وجانبتْ  | 
 يدُك الكِفاحَ إذْ ادعيت كِفَاحا | 
يا سيدَ الفهمِ "الرفيعِ" أما ترى  | 
 لدمِ المُسالمِ حرمة ًو صِفاحا | 
أوَمَا ترى للدينِ في دمِ مؤمنٍ  | 
 حقا ولا في الأرضِ ثمَّ مُباحا | 
أوَما ترى الإسلامَ غيرَ تناحرٍ  | 
 لا حُبَّ فيه ولا وِصِالَ مُتاحا | 
للهِ أنتَ إذْ ادعيتَ تفقُّها  | 
 و شربتَ من أيدي الضَلالِ قِداحا | 
ذُقْ مُرَّ صُنعِك ما استطعتْ فإنما  | 
 تهوي الطيورُ إذا افتقدنَ جناحا | 
فاليومَ أعداءُ السلامِ تسومُنا  | 
 و نراك مثلهمُ أبيتَ رواحا | 
أرْضَيْتهمْ ونسجتَ من شهواتِهمْ  | 
 نابا يحاصرُنا مساءَ صباحا | 
أشهرتَ سيفكَ واستطبتَ شتاتنا  | 
 وملأتَ آذانَ الأمانِ  صِياحا | 
وترى بأنَّك مُصلحٌ وكذاك هُمْ  | 
 قِفلٌ يضاجعُ في الخَفا  مِفتاحا | 
فكأنكمْ وكأنهمْ من غيرِ  ما  | 
 عَهْدٍ فهمتم "آية ً" و"صِحَاحا" | 
رباه . ما أعدى الجهولَ لسلمِه  | 
 وألدَّه في الظلمِ إنْ هو لاحى | 
يا قاتلي بالجهلِ هل لك رجعة  | 
 علَّ التوحدَّ ينده الأفراحا | 
عُدْ يا أخا الإسلامِ إنَّ صلاحَنا  | 
 في الدينِ إنْ طلبتْ يداكَ صَلاحا | 
فالدينُ يأمرُ باتحادِ أكفِنا  | 
 فذرِ التفرقَ إنْ أردتَ نجاحا | 
واعلم بأنَّ الأمرَ في هذي الدُنى  | 
 يغدو لمِن هو عن هواه أشاحا | 
فالله لا يصفي المآلَ لظالمٍ  | 
 حتى و إن ملأ الدروبَ صُداحا | 
تالله ما خطتْ يميني من أسىً  | 
 دعواه إلا أن نروم َ فلاحا | 
والله يشهدُ من وراءِ مقاصدي  | 
 يا من تؤوِّل دوننا الأرواحا | 
في الله أكتبُ لستُ آبه ما سوى  | 
 ربي وإنْ زعمَ الخؤونُ مَراحا | 
فهو العليُ وما سواه متبرٌ  | 
 جلَّ القديرُ إذا التبجحُ لاحا | 
يا ربِّ فاغفر لي انتفاضي غاضبًا  | 
 وأنلْ ذنوبي في المماتِ صِفاحا | 
فأنا بعفوكِ يا رحيمُ منعَّما  | 
 وإذا غضبتَ فكلُ ذاك رياحا | 
محمد الزمزمي الألمعي  | 
  |