في صباح يوم الثلاثاء الموافق1/6/1427 انتقل الشاعر عبدالله الزمزمي إلى جوار الله رحمه الله
وترك في قلوبنا الكثير من الحزن والأسى .
عن عمر يناهز ال(42)عاما نتيجة لمرض القلب وهو من الشعراء الذين ضمهم معجم البابطين.
وله ديوانان- هما (مواجع قلب)- و(هذا أنا)- كما أنه حصل على جائزة أبها للشعر .
كان رحمه الله قد رثى ابن عم لي بقصيدة تقول في مطلعها:
شيَّعتُ فيكَ قبيلتي وشبابي وعزفتُ من وحي الجراحِ ربابي
غُيِّبتَ يا زينَ الشبابِ ولم تغِبْ أيغيبُ من سكناه في الأهدابِ

وقد رثيته بهذه القصيدة على نفس البحر والقافية وحسبي هنا الترويح عن نفسي بنزيف القلم فقط فليس مثلي من يفي بحق مثله رحمه الله.
*ملحوظة:الشاعر المرثي هو عمي وقد كنت أنا من رافقه في المستشفى في آخر ليلة في حياته فلا تنكروا علي فرط الأسى في هذا النص والحمد لله من قبل ومن بعد.

عذرا حبيبي

صاحبتُ من وحي ِ الجراحِ عذابي ونسجتُ منها حُـلَّتي وثيابي
وبنيتُ بعدكَ بالمواجعِ أصْــــرحي ونعيتُ بعدكَ فرحتي وشبابي
ومضيتُ أصرخُ في الفيافي عاجزًا لا. ليس يخفى ساكنُ الأهدابِ ؟؟
كلُّ الدروبِ على رحيلِكَ أدمعٌ كلّ الأماكن ِ بعدكم لتبابِ
فالحبُ حوصرَ والقصائد يُتِمتْ والحرفُ يبصقُ وجهَ كلِّ كتابِ
يا شاعرَ الأفلاكِ عشقكُ خالد ٌ فعلامَ تُدني - بالغيابِ - يبابي ؟؟
هل غادرَ الإنسانُ ؟ يسألُ خافقي و البينُ يُخرسُ أحرفي ويُحابي
كلُّ الحروفِ على فمي مصلوبة ٌ أواه ما أقسى عليَّ جوابي !!
رحلَ العظيم ُ .فمن ترى برحيلهِ يطوي على خصرِ القصيدِ صوابي ؟؟
أنا ذلك المرثيُ بعدكَ سيدي لكنني لـــمَّا أُحــــــطْ بتـُــــرابِ
أغدو وقلبي في أديمِك جاثمٌ وتباتُ في صلبِ الثرى أعصابي
يا شاهقا . باللهِ هل آنستها تشكو و تشرحُ للضريحِ مُصابي؟؟
فيَهُدُها وقعُ الوجومِ فما ترى إلا اليبـــــاب يخطُّ سِفْرَ عذابي
وأظلُّ أطردُ طيفَ وجهِكَ في المدى كصَدٍ يطاردُ طيفَ كلِّ سرابِ
وأروحُ منكَ إليكَ لكنْ لا أرى إلا المكان و دمعتي و عتابي!!
ما باله وجهُ الحبيبِ يَصُدُني و يَسُلُّ نحوي نظرة َ المُتغابي
ما باله يُخفي الملامحَ في الثرى و مقامُه بخوافقِ الأحبابِ
هل غرَّه دربُ الخلودِ لتركنا عُذرا . نسيتُ . فكلنا لخرابِ
عذرا حبيبي. إنْ تقاذفني الأسى فأنا أرى هذا الذي بكَ ما بي
عذرا حبيبي. إنَّ جُرحي غائرٌ و تصبري يقتاتُ من أوصابي
عذرا فحرفي عن مداك مُقصرٌ أيطولُ نصلُ السيف ِ وجهَ سحابِ
هيهات أن أنسى. وأن تفنى. وأن يُرخى على سفحِ الرحيلِ إيابي
رباه ما أقسى الهوى وأمَرَّه إن كان سُؤلي فيه غير مُجَابِ
يا " ألمعُ " الحسناءُ وجْهُكِ شاحبٌ وأساكِ يَطرقُ بالرزيةِ بابي
صبرا أيا أرضَ الكرامِ فحزنُنا يفري القلوبَ بجيئةٍ وذهابِ
ورجاؤنا في اللهِ جَلَّ جلاله أنْ يجعلَ اللُقيا بدارِ ثواب ِ
فَدُحَ المُصابُ. بفقده وعزاؤنا حسن ُالجوارِ. لغافــــرٍ توَّابِ
محمد الحسين الزمزمي رجال ألمع
6/6/1427ه ألمع: هي محافظة تقع جنوب المملكة العربية السعودية وهي الأرض التي ولد وعاش فيها الشاعر.