|
إلى لبنان |
سَمَتْ أطلالُها .فهوى حزينا |
يُذرِّفُها يظنُّ بهـــا شفــــــاءً |
وتزرعُ حيثُما عَبرتْ أنينا |
فليس لها. وليس له خلاصٌ |
كحرِّ النارِ ظلَّ لها رهينا |
وكم حــرٍّ تقاذَفَــهُ لظاهـــا |
فيزجرها وتسلبه السُكونا |
فخلوني لها أصبو وتصبو |
فـقـدْ آلـتْ بـألا تسـتكينــا |
فموطنُها إذا خفيتْ بقلبي |
وإنْ ظهرتْ يَظلُّ لها مَكينا |
ومَنْ يعشقْ ذرى العَليا يُذلِّلْ |
لوطأتِها الحياة َ ولن تلينـا |
فإنْ تسألْ علام َ وفيمَ سحَّتْ |
فَسَلْ لبنانَ أرض الخالدينا ؟؟ |
علامَ تُساقُ للحدباءِ طُـــرًّا |
و فيمَ تُضاجعُ الموتَ المبينا ؟؟ |
علامَ يُبادُ أطفالٌ ودورٌ |
ويُنكرُ ما اعتراها الناظرونا ؟؟ |
تلاحقها المَصَائبُ والرزايا |
كما تَبِعَ الجَمَالَ السائحونا |
فلا تبحثْ بها عن وحيِ شادٍ |
فليس سوى أنينِ الراحلينا |
بها صوتُ البلابلِ نائحاتٍ |
وأسرابُ الطيورِ مُهاجرونا |
فقبلاتُ النسيمِ بها دُخَانٌ |
و وجهُ النارِ يُقصي الياسمينا |
فهذا الليلُ شيَّعَ كلَّ بادٍ |
وذاكَ الصبحُ ينعى الظاعنينا |
كأنَّ الأرضَ للرائين روضٌ |
و أفواج القذائفِ لاعبونا |
فلمْ تجزعْ لشكواهم قلوبٌ |
و لم تقنعْ وفودُ الظالمينا |
طوتْ بيداؤنا خجلا يديها |
كما ارتدتْ ديارُ الفاتحينا |
فبتنا نحتسي الآلامَ حتى |
تَشَرَّبْنا الخَنا مُسْتسلمينا |
فيا لبنانُ يا لحدَ الأعادي |
ويا مهدَ الأسودِ الباطشينا |
تمادي في الصمودِ ولا تُراعي |
ولا تلوي لدى الغربِ اليمينا |
وسُـلّي السيفَ وامتشقي المنايا |
و لا تستنجدي بالمُذعنينا |
فإمَّا أنْ تحوزي دارَ خُلْدٍ |
على نهجِ الهُداةِ المُرسلينا |
وإمَّا أنْ تحوزي النصرَ رمزًا |
تطوفُ به النصارى صاغرينا |
إليك الله أشكو ضيقَ نفسي |
وذُلا دَكَّ مَجْدَ المُسلمينـا |
فما لي جنة ٌ في الأرضِ تُنسي |
ولا كفّا لردِّ الغاصبينا |
وما لي غيرُ آمالي لعَجْزي |
وما أرجوه سحقُ المُعــتدينــا |
و حسنُ الظنِّ في ربٍّ رحيمٍ |
رؤوفٍ بالعبادِ المؤمنينا |
21/7/1427ه |
محمد الحسين الزمزمي |
رجال ألمع |
 |