حوراء...
منذ زمن لم اقرأ لك...

قرأت نصك مرة..وشعرت بان الذاكرة تعيد بي الى مكان ما..اردت الوقوف عنده لكن دون جدوى..فعدت اقرأه من جديد..وانتابني نفس الشعور لكني هذه المرة كنت اشد عزما على الوصول الى ذلك المكان..ولم تكن لحظات حتى بدأت اتمم مع نفسي هل بدات اهذي..ام اني ايضا بدأت احب الثرثرة..لكن ذلك لم يوقف عزمي حتى ادركت باني اقف الان على عتبة باب كنت الجأ اليه كلما اردت ان استفيض بالكلمة والحكمة معا.
اعاد نصك بي الى رحاب الكاتب والمفكر والفلسوف الكبير مصطفى صادق الرافعي..وما اشبه نصك بترنيماته التي سطرها في كتبه وحي القلم وكتاب المساكين والسحاب الاحمر ووووو...وهذا ما جعلني اقتطف لك من احدى كتبه ما يستحضرني من بعض اسطره..عن الحب والجمال: وما نتكلم عن اثنين من الخلقة انت وهي، ولو ان الامر قد انحصر فيكما وفنيت بالحب فيها لكانت هي الكون كله،ولو فنيت هي فيك لكنت انت ذلك الكون وهذا حرسك الله موضع النقص في النفوس العاشقة اذ تنقطع احدى نفسين من العالم الى نفسها الاخرى، وهو نقص اشبه بحنون المجانين بل هو متمم له،فانما ذهاب العقل في المجنون المختبل هو نصف الجنون الانساني اما النصف الاخر فهو تجرد العقل في العاشق المتدله.
نصف الجنون في العاشق الذي يتجرد من الناس الا من احب،ونصفه في المعتوه الذي يتجرد من الزمن الا الحاضر،ان ليس للمجنون عند نفسه ماض ولامستقبل الا يأمل هذا ولايذكر ذاك،وكل سعادة نفسه في هذا النسيان الذي طمس عليها وتركها كأنما تعيش في غير عمرها،بل في كل اعمار الانسانية بل بغير عمر،وكذلك ليس العاشق مع الحبيب شخصا اخر ممن مضى وممن يأتي مادام الحب قائما، فالحبيب مع الحبيب وكل الناس بعده ادوات وشخص واحد هو:الالف واللام والحاء والباء،والناس جميعا نقطة صغيرة ملقاة تحت الباء فقط.

اغفري لي هذا التحليق البعيد وخارج السرب..لكنها اسطر استحضرتني فاردتها ان تخرج اليك ...
محبتي لك
جوتيار