أتاك الحبُّ معتذراً يُوالي و قد قطفَتْ أزاهرَهُ الليالي
متى صرتمْ على قلبي ربيعاً فهلْ يشفي ربيعكمُ اعتلالي
فإنْ شئتمْ تملّكتُمْ فعهدي أغالبُها جراحاتي و حالي
و أطوي من سوابقها شجوني و أبذلُ لو قدرتُ على النّوال
فأيُّ العاقلينَ يشيحُ وجهاً عن الأقمارِ في قفرِ الضّلالِ
أشعّتُ روحكمْ من نورِ عشقٍ كأنَّه مِ انعكاساتِ الخوالي
و منْ يصدُقْ تصدّقهُ الأماني و إنْ طالتْ سراباتُ التّوالي
و أنْ أهوى ، هوايا من هواكمْ فهذا القلبُ مرآةُ الوصالِ
تحُومُ به المودّاتُ فتغدو صغائرها كبيراتُ الظلالِ
وأوعيةُ عرفناها لضيقٍ سوى في القلبِ تكبرُ بالمنالِ
و لو أخذوا من القلبِ الزوّايا فأنتمْ نبضهُ في كلِّ حالِ
و لو غرفوا كثيراً ذاك نزرٌ فبحركمُ محيطٌ من خيالي
و لو سكنوا زماناً و استقرّوا فسكناكمْ من القلبِ الأعالي
ملكتُمْ و استبحتُمْ غورَ روحي و لمّا تقضموا ثمرَ الغلالِ
و هيّجتمْ حنيني و الحنايا كأنّكمُ ربيعي في اكتمالِ
يواسيني و يشفيني هواكمْ هواكمْ قد أطلّ على تلالي
سيُشرقُ في مرابعها فتشدو و تزهرُ من جديدٍ لا تبالي
فمهما أقبلَتْ يوماً صَباكم أعادتْ في نسائمها اعتدالي
ألا قولوا إلامَ البينُ يرمي بِوادينا عناوينَ العقالِ ؟
فننشدُ من عليلِ الوجدِ شعراً يواسينا و ذاك البينُ سالِ
و حتّامَ المواجعُ تصطفينا و أهلينا بأقسى من نبالِ
نبالُ القوسُ تنفذ ثمّ تقضي و ذي افترقتْ على سبعٍ طوالِ
ألا عودي ليالينا إلينا أحبّتنا كأقمارِ اللّيالي
تسامرنا اللّوامعُ في علاها و يغمرُنا الحنينُ بلا ثقالِ
و يوجعنا الهوى من فرطِ تيمٍ لهُ من رشقهِ طعمُ الزلالِ
فنبكي كالرّضيعِ بلا مجيبٍ يهدهدهُ بأحضانِ الدّلالِ
و نضحكُ إنْ ضحكنا مثلَ صبحٍ تبسّمهُ الأشعّة في انسدالِ
هناكَ الفجرُ يشرقُ في سماءٍ بها الأمجادُ من صنعِ الرّجالِ
و يأمنُ في الأقاصي و الأداني أهاليها و عدلُ الملكِ والِ
و يذهبُ كيدُ ظلمٍ و افتتانٍ و يعلو الحقُّ أبراجَ الجلالِ
فثمّةَ إن غزلنا العشقَ شعرا أتى بوحاً يميلُ إلى الكمالِ



رد مع اقتباس


