دكتور العكاري..
لقد ارتقى النص ليكون لوحة فنية مأخوذة تفاصيلها من الواقع الحي..ومن صور ومآسي الانسان التي هي من مدركات المطلق لديه.. استعنت بمفرادتك القوية المعبّرة.. والمنتقاة بدقة وحرفية من اجل ترسيخ وايصال الفكرة الينا..مع الدفق الشعوري الخارج من غوص عميق في الذات الانسانية والواقع الانساني ليخرج النص لوحة جدراية بديعة المعالم والصور التي فيها يدرك الانسان ماهيته ومن خلال الوانها يدرك معنى وجوده وما تؤل اليه مصيره..ولطالما رددت هذه الكلمات في النصوص التي اعقب عليها والتي احسها تلامس مني العمق:قد يدعي شاعر ويقول اني كتبت قصائدي دون ان افكر بشيء اسمه الموت وهذا القول مردود اصلا لانه يقول ذلك وكأن الموت مسألة فكرية تنتفي بانتفاء الوعي المخصص لها،الموت ليس وعيا بالموت، بل الموت تصميم في جوهر الحياة جرثومة الموت تكمن في نواة الحياة ومنذ الازل،هذا التصميم،هذا التكامل،يرسم نفسه في وعي او لاوعي الشاعر،ولهذا فالشاعر متمرد ثائر متحد،فالاصرار على الحياة هو ثورة على الموت،او حتى ثورة على الحياة نفسها فذلك شكل ليس الا.
دمت بخير
محبتي لك
جوتيار