|
|
بدرٌ بدى مِنْ صورةٍ لِمَلاكي |
فأضاءَ نورُ جمالِها أفْلاكي |
وأذابَ قلبًا قدْ أذابهُ آنفًا |
فغدى كطفلٍ مِنْ حنينٍ باكِ |
وأسالَ حِبْرًا في يراعي بعدما |
قد جفَّ دهرًا دونَ شِعْرٍ زاكِ |
ولَكَيْفَ يَقْوى شاعرٌ في صمتِهِ |
لَمّا يرى ياريمَ قلبيَ فَاكِ |
ولكيفَ يقوى حينَ يلحظُ نورَها |
وخصائلاً مِن شعرِها الفَتَّاكِ |
أتُراهُ يقوى في بَياضِكِ أمْ تُرى |
في قَدِّكِ السِّحريِّ أمْ عيْناكِ |
أمْ حينَ يلمحُ في احْمرارِ خدودِكمْ |
وأُفولِ أشفارِ العيونِ حَياكِ |
أمْ حين زَيَّنْتِ الشّفاهَ بزينةٍ |
فغَدتْ هلالاً في السّماءِ لَمَاكِ |
وتبَسَّمَتْ فعرفْتُ شيئًا رائعًا |
أنَّ الدّموعَ حبيبتي تخْشاكِ |
وعرفتُ أنّكِ في قصيدي روحَهُ |
وإذا أَفَلْتِ أفلْتُ خلْفَ خُطاكِ |
فلَكَمْ تجَرَّأتِ الغَواني حولَنا |
مدحًا رَجَوْنَ فكنْتُ كالنُّسَّاكِ |
لا تعذليني يا جميلةَ أهلها |
لا تعرفُ الاشعارُ غيرَ ملاكي |
فقصائدي ثَكْلى بغيرِ حبيبتي |
لوْ قلتُ بيتًا فيكِ كانَ هلاكي |
ولكيفَ أنْسُجُهُ وقلبي عِندها |
الشّعرُ حبٌّ والحبيبُ سواكِ |
فلتطمئني يا ملاكي إنَّني |
أعمى وأبكمُ للحِسانِ عَدَاكِ |
فلقدْ كتبتُ مسيرتي بوفائنا |
ولقدْ رهنتُ جواهري لِهواكِ |