دعْ الأيامَ تحتضنُ الليـالي و زدْ صـبرًا لأيامٍ خـوالي
فليسَ البـدرُ دومًا في تمامٍ و ليسَ الحبّ معهود الوصالِ
هي الأيامُ تـرذم بالمآسي عـلى أعقابها تدنو الغـوالي
فمنْ طلبَ السعادةَ في دوامٍ ستأتـيهِ الشقاوةُ في الحيالِ
فلا يجني زمانكَ منك دومًا و لا يصفو لغيركَ في النوالِ
و لكن خذْ من الدنيا متاعًا و عشْ للهِ محمودُ الخصالِ
فلولا الفقرُ ما فحشَ الثراءُ و ما كانَ الدواءُ بلا اعتلالِ
أيا صاحِ الحياةُ تمرُّ فـينا مرور النازحين على عُجَالِ
فلا تـسعدْ بخيرٍ عشتَ فيه و لا تطمـعْ بما دونَ المنالِ
سعـادةُ قلبكَ المحزون لمَّا تجففُ دمعةَ الأشـواقِ سالِ
و تمسحُ من همومِ الناسِ كمّا تروّي للورى صمتَ المقالِ
توددْ للأنـامِ فـأنتَ منهمْ و زدْ فضلاً و قلل في السؤالِ
إذا قُلِبَتْ على الأعقابِ دنيا فزينتـها تزخرفُ باسـتفالِ
فلا تشري بعرفِ الناسِ دينًا و صُمْ ما اشتدَ كفرٌ في الليالي
فـدنيانا تـزينها الملاهي و ملهانـا وبـالٌ في وبـالِ
أخي و الله ما تعلو حـياةٌ بغـير الدين ما بلغت معـالي
فخذْ من عيشكَ المقسومِ لمَّا يشحُّ الناسُ عن كسبِ الحلالِ







مع أصدق التحايا