تفتّقَ في أفياءِ روحي كمائمُ وطارت بأسرابِ الفَخَارِ حمائمُ !
لِعزمٍ أذابَ الصخرَ عِزّاً ومنعةً و قومٍ همُ الأُسْدُ السُراةُ الضراغمُ
أقاموا بمسرى الأنبياءِ بطولةً فكانت لهم في الحربِ تلكَ الملاحمُ
تخلّوا عن الدنيا وبهجةِ زيفِها وما رَدَّهم عمّا أرادوهُ لائمُ !
وقد وهبوا للهِ طُهرَ نفوسهم ولم ينثنوا للموتِ والموتُ قادمُ
رجالٌ من الصوّانِ قُدّت قلوبهم إذا داهمتهم بالخطوبِ العظائمُ
وقد لازموا دربَ الجهادِ بِصدقِهم وقد عاهدوا الجبّارَ أن لا يسالموا
وقد أثبتوا أن الحياةَ عزيمةٌ فليسَ لهم إلاّ الثباتَ غنائمُ
بِشَعبٍ على تلكَ الثغورِ مرابطٍ فكلٌ على نيَلِ الشهادةِ عازمُ
وقد قيلَ أن النّاسَ قد جمعوا لكم فزادت بوعدِ اللهِ فيهم عزائمُ
ولم يثنِهم غولُ الحصارِ وإن طغى وحربٌ ضروسٌ شرُّها متفاقمُ
رأوا أُمّةَ الإسلامِ عنهم تخاذلوا كأن سرّها أن فحَّ بالسمِ غاشمُ
فكانوا أُباةً – دأبهم في مسيرهم- ، إذا ثارَ نقعُ الخيلِ بيضٌ صوارمُ
فميّتُهم في جنّةِ الخُلدِ مُكرمٌ وباقيهم في ساحةِ الحربِ قائمُ
فللّهِ أفذاذُ الرجالِ وصبرُهم وللهِ أبطالُ الجهادِ الضياغمُ




