إِلَى حَبِيبَتِي مِصْر


فِي جُمْعَتِكِ الغَاضِبَةِ التِي لَهَا مَا بَعْدَهَا بِإِذْنِ اللهِ أُرْسِلُ هِذِهِ الزَّفْرَة

يَا مِصْرُ يَا سِحْرُ يَا أَنْوَارُ يَا قِيَمُ
اللّهُ مِنْ كُلِّ أَهْلِ البَغْيِ يَنْتَقِمُ
قُومِي فَدَيْتُكِ لَيْلُ الظُّلْمِ مُنْخَذِلٌ
وَأَشْرِقِي فَثُغُورِ الفَجْرِ تَبْتَسِمُ
هَيَّا انْهَضِي وَانْفُضِي يَأْسًا ثَقُلْتِ بِهِ
وَأَسْرِجِي الخَيْلَ فَالْمَيْدَانُ يَحْتَدِمُ
بِاللَّهِ يَا مِصْرُ لا تَرْضَيْ لِشِرْذِمَةٍ
تُذِيقُكِ المُرًّ كَأْسًا صَفْوُهُ سَقَمُ
مَا كُنْتِ يَوْمًا بِوَجْهِ البَغْيِ وَاهِنَةً
فَهَذِه صَفَحَاتُ المَجْدِ تَزْدَحِمُ
يَا دُرَّةَ العِقْدِ يَا قَلْبًا لأُمَّتِنَا
إِنْ قُمْتِ قَامَتْ لَكِ الأَطْرَافُ تَرْتَسِمُ
وَنِيلُكِ السَّاحِرُ المُمْتَدُّ يُخْبِرُنَا
بِأَنَّكِ المَاءُ وَالأَنْفَاسُ وَالْكَرَمُ
يَا شَعْبَ مِصْرَ أَفِقْ مَا عَادَ يَنْفَعُنَا
صَمْتٌ بِهِ قِبْلَةُ الأَمْجَادِ تَنْهَدِمُ
أَنْتَ الأَبِيُّ الذَّكِيُّ المُمْتَلِي أَلَقًا
فَثُرْ عَلَى الظُّلْمِ إِنَّ الظُّلْمَ مُنْهَزِمُ
قَدْ قَالَ شَاعِرُكَ الصَّدَّاحُ حِكْمَتَهُ
فَخُذْ بِهَا تُزْهِرِ القِيعَانُ وَالأَكَمُ
حُلْمُ التَّحَرُّرِ لا يُهْدَى لَذِي خَوَرٍ
وَمَنْ بِهِ مَوْجُ خَوفِ المَوْتِ يَلْتَطِمُ
حُلْمُ التَّحَرُّرِ بَابٌ لَيْسَ يَطْرُقُهُ
إِلا دَمٌ هُوَ لَوْنُ الوَرْدِ يَا أُمَمُ
[/gasida]