يوميات سين وصاد
هي يوميات لا أقصد بها أحد ، لا دولة ولا شعب ، لا حاكم ولا محكوم ، لا كبير ولا صغير ، وأي تشابه بينها وبين الواقع فهو حتمًا ...........................مقصود . وقد تستمر و إلى وقت غير معروف ، لا يعلمه إلا علام الغيوب .
سين يبدأ بالحوار ، وصاد لم يعترض إطلاقًا على هذا المبدأ ، فالطاولة المستديرة – كرتنا الأرضية - خير دليل على أنّ بني آدم كلهم سواسية من حيث المنشأ ، وفروع وحدث ولا حرج من حيث المبدأ ؛ وعلى بركة الله نبدأ .
*****
- أتعرف شيئًا .
- لا ؛ لا أعرف ؟
- أحيانًا أودّ لو أنّني زرافة .
- لماذا ؟
- لأنّها تسكن فوقنا مباشرة .
- وماذا يعني ذلك ؟
- أريد أنْ أراها .
- وما علاقة الزرافة في هذا الموضوع ؟
- لأنّ رقبتها طويلة .
- وماذا لو ضبطك والدها أو شقيقها ؟
- أتمنى لو أعود ذبابة .
- أتعلم شيئًا ؟
- لا ؛ لا أعلم .
- أتمنى لو أنّني لم أعرفك .
- لماذا ؟
- لأنّي لا أصادق من ينتمي إلى عالم الذباب .
*****
- هل تعلم ؟
- لا ؛ لا أعلم.
- أشعر وكأنّني على وشك الجنون .
- لماذا ؟
- يبدو وكأنّني لم أعد أفهم شيئًا .
- وما الذي لا تفهمه ؟
- لم أعد أفهم جيراني .
- وكيف ذلك ؟
- بالأمس كان جدّي يحدثني بفرح وتفاؤل عن أحوال النّاس قبل نحو قرنٍ من الزمان .
- وما الغريب في ذلك ؟
- الغريب أنّ جدّي مات بالأمس ؛ ونصف سكان العمارة لم يعلموا بالأمر حتى الآن !
- هل تعلم
- لا ؛ لا أعلم .
- لقد مات جدك وارتاح .




رد مع اقتباس
