| 
 | 
| لاَ عَاصِمَ الْـيَوْمَ... | 
| خَمْسٌ وَعِشْرُونَ مَا أَوْدَى بِكَ الْأَسَفُ | 
| تَشَابَهَ النَّاسُ  لَمْ تَرْحَـلْ نَوَارِسُـهُمْ | 
| وَأَنْتَ وَحْدَكَ بَينَ النَّـاسِ مُخْتَلِـفُ | 
| أَمَــامَكَ اثْنَانِ : آمَالٌ وَرَاحِلَـةٌ | 
| وَخَلْفَكَ اثْنَـانِ : هَذَا الْحُزْنُ وَ الشَّغَفُ | 
| آنَسْتَ نَـاراً وَمَـا  أَغْرَتْكَ أَلْسُنُهَـا | 
| فَقَدْ تَسَاوَى لَدَيْكَ الْبُؤْسُ وَ التَّرَفُ | 
| دَيْنٌ عَـلَى الرِّيحِ أَنْ تَلْقَاكَ جَاهِمَـةً | 
| وَفِي ابْتِسَامَاتِكَ  الْوَلْهَـى لَهَـا تَلَفُ | 
| قَالُوا : ثَمِلْتَ ، وَلَمْ تَسْكَـرْ بِخَمْرَتِهِمْ | 
| وَمَـا رَشَفْتَ مِنَ الصَّهْبَاءِ مَا رَشَفُوا | 
| زَاهٍ بِدَمْعِكَ .. سَـاهٍ تَحْتَ غَيْمَتِـهِ | 
| لاَهٍ عن الْوَعْيِ فِي اللاَّوَعْيِ .. لَوْ عَرَفُوا | 
| شَـابَتْ بِكَفِّكَ أَحْلاَمٌ تُهَدْهِدُهَـا | 
| وَشَانَ شَـالَاتِهَـا التَّسْوِيفُ وَ الْخَرَفُ | 
| مَـاذَا تَبَقَّـى ؟ وَمِنْدِيلُ الْهَوَى مِزَعٌ | 
| وَنَخْلَةُ الـرُّوحِ لَمْ يَحْفُفْ بِهَا السَّعَفُ | 
| قَالُوا :.. فَقُلْتُ اسْتِعَارَاتِي مُهَدَّلَـةٌ | 
| وَرِحْلَتِي فِي مَجَازِي رَوْضةٌ أُنُفُ | 
| مُسْتَوْثِقَ الْخَطْوِ أَمْشِي فِي مَنَاكِبِهَـا | 
| أَمْشِي الْهُوَيْنَى وَلَمْ أَعْبَأْ بمنْ وَقَفُوا | 
| أَطُـوفُ  سَبْعِينَ  لَا سَبْعاً بِكَعْبَتِهَـا | 
| أَفِرُّ مِنْـْهَـا إِلَيْهَـا ثُمَّ أَعْتَكِفُ | 
| عُـكَّازَتِي سَلَّةُ الذّكْرَى ، وَ تَوْرِيَتِي | 
| حَبَّاتُ سُبْحَتِهَـا فِي الْأُفْقِ تَنْكَشِفُ | 
| مِنْ كُوَّةِ الْغَيْبِ أُدْنِي خَيْطَ أَخْيِلَتِي | 
| فَأَحْتَسِي الْوَحْي أَقْدَاحـاً وَ أَغْتَرِفُ | 
| عِشْرُونَ عَـاماً وَأَبْيَاتِي  مُعَتَّقَـةٌ | 
| أَشْدُو عَلَى مَسْمَعِ الدُّنْيَا فَتَرْتَجِفُ | 
| هِـيَ الْقَصِيدَةُ ! بِكْراً دُونَهَـا غُرَفٌ | 
| مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ .. مِنْ تَحْتِهَا غُرَفُ .. | 
| لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ إلَّا الشِّعْـرُ مِنْ حُرَقٍ | 
| فَارْكَبْ مَعِي زَوْرَقاً بِالنُّورِ يَلْتَحِفُ |