| 
 | 
هو الليلُ سالَ الآن من جنبِ أدمعي  | 
 فزادَ اشتياقي للسِّفار فسارعي | 
نعانقْ مع الأحرار أمجادَ حزننا  | 
 جنائنَ تُغري كلَّ مرأىً ومَسمعِ | 
أنا المُجتَبى المنذورُ للموت في الهوى  | 
 وأنت الهوى فالموتُ مَوّالُ أضلعي | 
بروقٌ تُهَلِّلُ بالثناء فتنتشي  | 
 طلائعُ لُقيا في العراق فلا نَعي | 
تعالي فمِن حولي البروقُ مُغِيرةٌ  | 
 دُنىً تجعل الأخطارَ غايةَ مَطمعي | 
ومِن أين للأسرار كاتمُ دفئها  | 
 وسِرُّكِ قُبلاتٌ تضيقُ ببُرقعِ !؟ | 
تَحَدَّثَ عنكِ الحاسدون بِحَيرةٍ  | 
 فما أجملَ الأطيارَ حولَ المنابعِ ! | 
وما هَمَّني ما دمتِ في أصلِ مهجتي ؟  | 
 سيفترقُ السمّارُ كُلاًّ لتَقنعي ! | 
صلاةٌ لأوطانٍ , لِحُبٍّ , لِصبوةٍ  | 
 كفالةُ ريحٍ تنتمي للصوامعِ | 
هموميَ لا تخبو انتشاءً بفَوحها  | 
 وزهواً بماضٍ مِن شراريَ ذائعِ | 
هموميَ كالأفراسِ تقتادُ بعضَها  | 
 خريفاً الى حضن الربيعِ فترتعي | 
سُلالاتِ أحلامٍ جمَعْنا من الصِّبا  | 
 فَغِبنَ سُدىً ما بين هَشٍّ ورائعِ ! | 
وبأسُ شبابٍ تقدحُ الريحُ شمعَهُ  | 
 توارى عطاءً في جَمالٍ مُشَبَّعِ | 
وحين سعى الإصرارُ يدعو شبابَنا  | 
 وينزعُ عنه الشوكَ صِحْنا لِيَرْجَعِ | 
مطارحُ أوهامٍ طوَينا بعشقِها  | 
 عقوداً وكان اليأسُ حيناً كمَرجَعِ ! | 
نداوِلُها بين الأنامِ تَميمةً  | 
 وها هي ذي الخمسون تَقربُ مَخدعي | 
وما في منافي العمر إلاّ هويتي  | 
 مُهلهَلةُ الأطرافِ مجروحةُ الوعي | 
أقول لها أنْ في بلادي مَسرَّةٌ  | 
 وعافيةٌ فاستبشري وتشجَّعي | 
وقولي : إلهي في السماء وفي الثرى  | 
 وفي كلِّ ما درَّتْهُ أثداءُ مُرضِعِ | 
أماناً لأنَّ الباسقاتِ بخيرها  | 
 أفاضتْ , وما هُزَّتْ جذوعٌ بإصبعِ ! |