صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 24

الموضوع: بـيـن جـحـيـمـيـن ...

  1. #1
    الصورة الرمزية راضي الضميري
    أديب
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    المشاركات : 2,992
    المواضيع : 147
    الردود : 2992
    المعدل اليومي : 0.44

    افتراضي بـيـن جـحـيـمـيـن ...

    (1)

    نحن بشر وعقولنا ومفاهيمنا وقناعاتنا تختلف من شخص لآخر ، وإدراكنا للأمور وتقييمنا لها تابع لكل ما سبق ذكره .

    من نختلف معه دائمًا نجده مثل كوكب بلوتو مظلم جدًا ولا مجال لاستكشافه لبعد المسافات ؛ ومن نتفق معه جزئيًا نجده مثل القمر له وجه مضيء وجوانب عديدة مظلمة ؛ ولكنّنا ننسى أنّ هذا الجانب المظلم قد يضيء مرّة أخرى ، ومن نتفق معه نراه كالشمس المشرقة ؛ ولكنّنا ومن شدّة حبنا له ربما ننسى أنّ الشمس قد تضربنا بأشعتها وبقسوة فتردينا.

    حيرة أليس كذلك ؟

    لكن خير الأمور الوسط .. وميزان العدل هو الحكم ، أنْ تكون عادلًا مع من تحب ومن لا تحب .

    وأنْ لا تحكّم هوى النفس في أمورك ..

    والهوى غلاب ... أحيانًا ..

    من هنا يأتي الظلام ؛ عندما لا نتفق حتّى مع الشمس نراها ظلام دامس ..

    وهذه الدنيا متعبة جدًا ؛ ولا راحة لمؤمن إلا بلقاء ربه .

    (2)

    دعوات مباركة لقلوب أرهقها الحبّ وتاه فيها العقل تحت ضغط الحاجة إلى حبّ من لا يمكن العيش بدونه .
    ماذا نفعل بقلوبنا حين تحبّ مع سبق الإصرار والترصد ، وتضطرّ إلى تقديم تنازلات على حساب العقل ومكانته ، أكاد أجزم أنّ من قال " القطّ يحب خنّاقه " كان أصلًا من فصيلة الصعاليك ، فنطق بحكمته وهم يهيلون عليه النفايات في الحاوية وبعد أنْ توقف قلبه .

    اليوم يوم الهلوسة .. ! من يقبل مني نصيحة تقول : عندما تشعر أنّك في طريقك لأنْ تحب اكتب وصيتك قبل فوات الأوان وضع اسمك على جبينك كي لا تضيع في دروب الهوى ؛ فقد لا تسنح لك الفرصة لتعود إلى نفسك كي تقول حكمة أخرى لا يعرف عنها الآخرون شيئًا .

    أتراه من كان يرقص مذبوحًا من شدّة الألم كان يتوق إلى نظرة أخيرة لمن أحبّ ؟ أعرف جوابًا على هذا السؤال ؛ نعم كان يتمنّى كلّ ذلك وأكثر .

    في قناعتي الشخصية أنّ الصداقة أهم من الحبّ ؛ لأنّ الحبّ لا يخضع لقواعد المنطق ولا يلقي بالًا للعقل ، أمّا الصداقة فالعقل فيها والقلب يجلسان معًا على طاولة مستديرة لا أغراض دنيوية أو دنيئة ولا مكاسب شخصية من ورائها ، لأنّها تعتمد على مبادئ صريحة وواضحة منها مبدأ يقول " الصديق وقت الضيق " وأحيانًا من تحبّه يكون هو سبب الضيق واختراق ثقب الأوزون نفسه لنفسك ، وغالبًا لا يتدخل لإنقاذك من نفسك وجحيمك في الوقت المناسب .

    (3)

    هلوسة أخرى قد لا تجد آذانًا صاغية لدى السيّد القلب ، لا تحبّ كمن يبحث عن الغذاء بمفهوم الدواب ؛ بل ابحث عن الحبّ كمن يبحث عن الدواء ، فالحب السليم في العقل السليم .

    سؤال ؛ ماذا لو تحوّلت الصداقة إلى حبّ حقيقي بعد أنْ يتفاعل القلب مع العقل ؟

    لا أعرف لهذا السؤال إجابة .

    و لأنّني لا أعرف فأنا لا أريد أنْ أعرف ؛ و مع سبق الإصرار والترصد .

    هلوسات في بريد القلب ؛ فهل تصل... ؟

    (4)

    ترى متى تفتح نافذة نقيّة كي أتنفّس الهواء ؟ أكاد أختنق فيك ... و بعيدًا عنك ...

    (5)

    عندما يكون الألم أقوى من الاحتمال ؛ وعندما تتنفّس الهمّ وأنت محاصر في خاصرة الوجع - تحديدًا - ترتشف العذاب ؛ فلا بأس لو أوصيت بكل ما تملك لعطارٍ مرّ يومًا بدارك محاولًا إصلاح ما أفسدته الدنيا ومن باب الوفاء.

    (6)

    تقف أحيانًا على رأسك وفوق مسمار من زمرة الفولاذ حاملًا صخرة كبيرة على أمل - وهم - بأنّك أكثر قدرة على الاحتمال من سيزيف ، و في محاولة فاشلة لإرسال رسالة إليها تقول " لو تدرين عن وجعي لأقسمت صادقة أنّك وقبل الآن لم تسمعي يومًا عن الوجع .." ..

    (7)

    ربما أتخلّى - قريبًا - عن عادة شرب القهوة بعد منتصف الليل بقليل ؛ خصوصًا بعد أنْ قرأت تعليلًا يتهم القهوة بالغموض والضرر الذي تسبّبه للإنسان ، وعلى الرغم من اقتناعي بأنّ لها فوائد كثيرة ؛ إلّا أنّها - مؤخّرًا - جعلتني أهذي بأشياء لا أريد البوح بها .

    سأعود إلى عصير التفاح فهو شرابي المفضل ، ومع نفس السيجار الكوبي الذي أخبرتك عنه ذات لقاء ثوري ، فأنا أحبّ تشي غيفارا ومعجب بتضحياته ، وكتابه " أحلامي لا تعرف حدود " يذكّرني بك وبرجال المخابرات عندما ضبطوه معي وأنا أحاول تهريبه عبر الحدود مرتكبًا بذلك جريمة لا تغتفر ؛ على اعتبار أنّ مثل هذه الكتب تخالف منطق السلام المشوه الذي يتشدّق به الآن زعماء العروبة المسكينة ، لن أقول لكِ - بالطبع – ماذا فعلوا بي ؛ لكن بإمكانك أنْ تعقدي مقارنة بين زنزانتهم وزنازينك ، وسأستمع أيضًا إلى أغنية فيروز " يا ريت " وأنادي الليل ليخلصني من ليلك ، ليل طويل لم يعد يفهمني ، ولا أحسبه سيفهمني ، حتّى أنّه لم يعد يبالي بي .

    هل تعلمين كم كانت درجة حرارتي على مقياس الشوق عندما استمعت قبل قليل إلى نشيد " الأماكن كلها مشتاقة لك " لا أظنّك تعرفين ، إذن ابتسمي من قلبك ؛ فإنّي الآن أحترق ... أحترق .. أحترق .

    أتعلمين شيئًا آخر ..؟ لقد بعثرتني كثيرًا وما زلت صابرًا عليك ، وأفضل حلّ أنْ لا أكتب بعد الآن رسائلي في بريد القلب ؛ لأنّ القلب لم يعد يحتمل ، وأنتَ معرضة عن قراءة رسائلي ، أتدرين شيئًا آخر ..؟ لقد خسرت مباراة في الشطرنج قبل قليل ، و كان خصمي يحتاج إلى أنْ أخطئ في عشر نقلات متسلسلة – عدًّا ونقدًا - لكي يتعادل معي ، فزدتّه خطأ إضافي من عندي وفاز عليّ ، ولك أنْ تتخيّلي كم كانت فرحته كبيرة ....!

    سأصدقك القول ؛ أفكّر جديًّا باعتزال الشطرنج أيضًا ، وبعد أنْ قلت لي " كش مات " في أربع نقلات واتّبعت خطّة نابليون المكشوفة والمعروفة لكل مبتدئ ، مع أنّي أعرفها جيّدًا ، وهي أول درس أعطيه لمن أدربهم من المبتدئين ، لكن لا جدوى من الاستمرار؛ فإمّا أنتِ وإمّا الشطرنج وأنا .. .

    وداعًا .. لحفظ ماء الوجه على الأقل .. وليس من قلبي كما تعلمين ، وأعلم أنّك تعلمين ذلك .

    أتدرين ... أكاد أجزم أنّ ( وداعًا )هذه جاءت من تأثير براميل القهوة التي شربتها ؛ ولا أدري كيف سيكون الأمر مع عصير التفاح ، فربما يمازحني الحظ يومًا ما فأقول مثل نيوتن " وجدتها.. وجدتها " .
    من يدري .. ؟

    ومع ذلك لن أكتب بعد الآن رسائلي في بريد القلب ، فما دام اسمك قد حفرته في قلبي ، فلماذا كل هذا التبذير ..؟ حبر وورق وطباعة وسهر يومي حتّى الصباح ، لماذا لا أوفّر كل تلك النقود والوقت والجهد ... ؟ فإنّ حدسي يخبرني أنّني قد أحتاجها قريبًا للذهاب إلى أقرب طبيب متخصّص بفتح القلوب ، وآمل أنْ يجده قبل أنْ يذوب فيكِ .

    سؤال وجيه فعلًا لماذا ... ؟!

    " كنت أظن الريح جاب عطرك يسلّم عليّ "

    ذهب العمر يا فتى خلف الأحلام والأوهام ، ذاب القلب فيها ولم تبق إلا الأحزان .

    " الأماكن كلها مشتاقة لكِ " .
    ؛
    ؛
    ؛
    صدّقي .

    آذار 2009
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 6,065
    المواضيع : 182
    الردود : 6065
    المعدل اليومي : 0.84

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راضي الضميري مشاهدة المشاركة
    (1)

    نحن بشر وعقولنا ومفاهيمنا وقناعاتنا تختلف من شخص لآخر ، وإدراكنا للأمور وتقييمنا لها تابع لكل ما سبق ذكره .

    من نختلف معه دائمًا نجده مثل كوكب بلوتو مظلم جدًا ولا مجال لاستكشافه لبعد المسافات ؛ ومن نتفق معه جزئيًا نجده مثل القمر له وجه مضيء وجوانب عديدة مظلمة ؛ ولكنّنا ننسى أنّ هذا الجانب المظلم قد يضيء مرّة أخرى ، ومن نتفق معه نراه كالشمس المشرقة ؛ ولكنّنا ومن شدّة حبنا له ربما ننسى أنّ الشمس قد تضربنا بأشعتها وبقسوة فتردينا.

    حيرة أليس كذلك ؟

    لكن خير الأمور الوسط .. وميزان العدل هو الحكم ، أنْ تكون عادلًا مع من تحب ومن لا تحب .

    وأنْ لا تحكّم هوى النفس في أمورك ..

    والهوى غلاب ... أحيانًا ..

    من هنا يأتي الظلام ؛ عندما لا نتفق حتّى مع الشمس نراها ظلام دامس ..

    وهذه الدنيا متعبة جدًا ؛ ولا راحة لمؤمن إلا بلقاء ربه .
    ++++++
    الحياة متعبة ,,,هذا صحيح ,,والهدأة الأخيرة في جوار الله,,, هذا إن حكمت لنا المحكمة العليا بالبراءة !!ولكن العدل هو الإستماع بتروّي لمن لا تتفق معه,,, والتحديق مليا في عينيه لتفهمه وتدرك ما خلف الكلام,,, ربما قال شيئا وهو يضمر أشياء أخرى ,,ولن يخفى عليك الأمر بعد ذلك

    (2)
    دعوات مباركة لقلوب أرهقها الحبّ وتاه فيها العقل تحت ضغط الحاجة إلى حبّ من لا يمكن العيش بدونه .
    ماذا نفعل بقلوبنا حين تحبّ مع سبق الإصرار والترصد ، وتضطرّ إلى تقديم تنازلات على حساب العقل ومكانته ، أكاد أجزم أنّ من قال " القطّ يحب خنّاقه " كان أصلًا من فصيلة الصعاليك ، فنطق بحكمته وهم يهيلون عليه النفايات في الحاوية وبعد أنْ توقف قلبه .

    معك طبعا ,,,حتى القط لا يمكنه أن يحب خنّاقه ومن قالها هو من فصيلة الصعاليك كما ذكرت أخي راضي

    اليوم يوم الهلوسة .. ! من يقبل مني نصيحة تقول : عندما تشعر أنّك في طريقك لأنْ تحب اكتب وصيتك قبل فوات الأوان وضع اسمك على جبينك كي لا تضيع في دروب الهوى ؛ فقد لا تسنح لك الفرصة لتعود إلى نفسك كي تقول حكمة أخرى لا يعرف عنها الآخرون شيئًا .


    ليست هلوسة على ما أعتقد ,,بل هي الحقيقة ,,لا عقل أقلّ من عقل المُحّب,لأنه يعتقد,أنه يحب عشتروت التي لا مثيل لها في الوجود ,,وهي ليست كذلك


    أتراه من كان يرقص مذبوحًا من شدّة الألم كان يتوق إلى نظرة أخيرة لمن أحبّ ؟ أعرف جوابًا على هذا السؤال ؛ نعم كان يتمنّى كلّ ذلك وأكثر .

    نعم طبعا

    في قناعتي الشخصية أنّ الصداقة أهم من الحبّ ؛ لأنّ الحبّ لا يخضع لقواعد المنطق ولا يلقي بالًا للعقل ، أمّا الصداقة فالعقل فيها والقلب يجلسان معًا على طاولة مستديرة لا أغراض دنيوية أو دنيئة ولا مكاسب شخصية من ورائها ، لأنّها تعتمد على مبادئ صريحة وواضحة منها مبدأ يقول " الصديق وقت الضيق " وأحيانًا من تحبّه يكون هو سبب الضيق واختراق ثقب الأوزون نفسه لنفسك ، وغالبًا لا يتدخل لإنقاذك من نفسك وجحيمك في الوقت المناسب .


    هذا صحيح ,,, الصداقة الصادقة تؤمِن بالتضحية وتفتخر بها جهارا وعلنا,,, ولكن الحب يعتبر بعض التضحيات تنازل ومذّلة ( الحب وليس المحبة أقصد)

    (3)

    هلوسة أخرى قد لا تجد آذانًا صاغية لدى السيّد القلب ، لا تحبّ كمن يبحث عن الغذاء بمفهوم الدواب ؛ بل ابحث عن الحبّ كمن يبحث عن الدواء ، فالحب السليم في العقل السليم .


    ليس حبا من يبحث عن الغذاء كالدواب,,,, لا أدري إن كان ما قلته حقيقة!
    سؤال ؛ ماذا لو تحوّلت الصداقة إلى حبّ حقيقي بعد أنْ يتفاعل القلب مع العقل ؟

    لا أعرف لهذا السؤال إجابة .

    و لأنّني لا أعرف فأنا لا أريد أنْ أعرف ؛ و مع سبق الإصرار والترصد .
    أنت حر طبعا
    هلوسات في بريد القلب ؛ فهل تصل... ؟

    (4)

    ترى متى تفتح نافذة نقيّة كي أتنفّس الهواء ؟ أكاد أختنق فيك ... و بعيدًا عنك ...

    (5)

    عندما يكون الألم أقوى من الاحتمال ؛ وعندما تتنفّس الهمّ وأنت محاصر في خاصرة الوجع - تحديدًا - ترتشف العذاب ؛ فلا بأس لو أوصيت بكل ما تملك لعطارٍ مرّ يومًا بدارك محاولًا إصلاح ما أفسدته الدنيا ومن باب الوفاء.


    هل تعتقد ان ذلك الوضع هو النهاية ؟؟؟
    لا أحد يعلم كيف يأتي الفرج ,,,ربما يأتي
    (6)

    تقف أحيانًا على رأسك وفوق مسمار من زمرة الفولاذ حاملًا صخرة كبيرة على أمل - وهم - بأنّك أكثر قدرة على الاحتمال من سيزيف ، و في محاولة فاشلة لإرسال رسالة إليها تقول " لو تدرين عن وجعي لأقسمت صادقة أنّك وقبل الآن لم تسمعي يومًا عن الوجع .."

    ..ربما كانت لا تستحق ذلك
    تمهل ولا تقف هذه الوقفة المجنونة
    وماذا يعني لو أقسمت ؟؟؟؟

    (7)

    ربما أتخلّى - قريبًا - عن عادة شرب القهوة بعد منتصف الليل بقليل ؛ خصوصًا بعد أنْ قرأت تعليلًا يتهم القهوة بالغموض والضرر الذي تسبّبه للإنسان ، وعلى الرغم من اقتناعي بأنّ لها فوائد كثيرة ؛ إلّا أنّها - مؤخّرًا - جعلتني أهذي بأشياء لا أريد البوح بها .

    سأعود إلى عصير التفاح فهو شرابي المفضل ، ومع نفس السيجار الكوبي الذي أخبرتك عنه ذات لقاء ثوري ، فأنا أحبّ تشي غيفارا ومعجب بتضحياته ، وكتابه " أحلامي لا تعرف حدود " يذكّرني بك وبرجال المخابرات عندما ضبطوه معي وأنا أحاول تهريبه عبر الحدود مرتكبًا بذلك جريمة لا تغتفر ؛ على اعتبار أنّ مثل هذه الكتب تخالف منطق السلام المشوه الذي يتشدّق به الآن زعماء العروبة المسكينة ، لن أقول لكِ - بالطبع – ماذا فعلوا بي ؛ لكن بإمكانك أنْ تعقدي مقارنة بين زنزانتهم وزنازينك ، وسأستمع أيضًا إلى أغنية فيروز " يا ريت " وأنادي الليل ليخلصني من ليلك ، ليل طويل لم يعد يفهمني ، ولا أحسبه سيفهمني ، حتّى أنّه لم يعد يبالي بي .

    تشي غيفارا رمز للمجاهدين ,,الكثير معجب به ولهذا يحاربونه

    هل تعلمين كم كانت درجة حرارتي على مقياس الشوق عندما استمعت قبل قليل إلى نشيد " الأماكن كلها مشتاقة لك " لا أظنّك تعرفين ، إذن ابتسمي من قلبك ؛ فإنّي الآن أحترق ... أحترق .. أحترق .

    أتعلمين شيئًا آخر ..؟ لقد بعثرتني كثيرًا وما زلت صابرًا عليك ، وأفضل حلّ أنْ لا أكتب بعد الآن رسائلي في بريد القلب ؛ لأنّ القلب لم يعد يحتمل ، وأنتَ معرضة عن قراءة رسائلي ، أتدرين شيئًا آخر ..؟ لقد خسرت مباراة في الشطرنج قبل قليل ، و كان خصمي يحتاج إلى أنْ أخطئ في عشر نقلات متسلسلة – عدًّا ونقدًا - لكي يتعادل معي ، فزدتّه خطأ إضافي من عندي وفاز عليّ ، ولك أنْ تتخيّلي كم كانت فرحته كبيرة ....!

    فعل جميل
    سأصدقك القول ؛ أفكّر جديًّا باعتزال الشطرنج أيضًا ، وبعد أنْ قلت لي " كش مات " في أربع نقلات واتّبعت خطّة نابليون المكشوفة والمعروفة لكل مبتدئ ، مع أنّي أعرفها جيّدًا ، وهي أول درس أعطيه لمن أدربهم من المبتدئين ، لكن لا جدوى من الاستمرار؛ فإمّا أنتِ وإمّا الشطرنج وأنا .. .

    وداعًا .. لحفظ ماء الوجه على الأقل .. وليس من قلبي كما تعلمين ، وأعلم أنّك تعلمين ذلك .

    أتدرين ... أكاد أجزم أنّ ( وداعًا )هذه جاءت من تأثير براميل القهوة التي شربتها ؛ ولا أدري كيف سيكون الأمر مع عصير التفاح ، فربما يمازحني الحظ يومًا ما فأقول مثل نيوتن " وجدتها.. وجدتها " .
    من يدري .. ؟

    ومع ذلك لن أكتب بعد الآن رسائلي في بريد القلب ، فما دام اسمك قد حفرته في قلبي ، فلماذا كل هذا التبذير ..؟ حبر وورق وطباعة وسهر يومي حتّى الصباح ، لماذا لا أوفّر كل تلك النقود والوقت والجهد ... ؟ فإنّ حدسي يخبرني أنّني قد أحتاجها قريبًا للذهاب إلى أقرب طبيب متخصّص بفتح القلوب ، وآمل أنْ يجده قبل أنْ يذوب فيكِ .

    سؤال وجيه فعلًا لماذا ... ؟!

    " كنت أظن الريح جاب عطرك يسلّم عليّ "

    ذهب العمر يا فتى خلف الأحلام والأوهام ، ذاب القلب فيها ولم تبق إلا الأحزان .

    " الأماكن كلها مشتاقة لكِ " .
    ؛
    ؛
    ؛
    صدّقي .

    آذار 2009
    رسائلك جميلة جدا أخي راضي وممتعة
    أنها تقارير من اليوميات ,,كتبت برشاقة وتشويق
    لا تخلو من الفلسفة
    أحببتها كثيرا وقرأتها بكل سرور
    ماسة

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2007
    الدولة : سيرتـا
    العمر : 47
    المشاركات : 3,884
    المواضيع : 82
    الردود : 3884
    المعدل اليومي : 0.58

    افتراضي

    إنّي أعاني , إنّي أموتُ , إنّي حُطام
    حاشاكِ عمري أن أفكـرَ بانتقـام
    إنّي لكِ قلبٌ و حبٌ و احتــرام

    صبرا يا عمري لن تري دمعي يسيل
    سترين معنى الصبر في جسدي النحيل
    فتجرعي هذا المساء .. نثري الجميل

    لي عودة و لكن بعد منتصف الليل إن شاء الله

    إكليل من الزهر يغلف قلبك
    هشـام
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2007
    الدولة : سيرتـا
    العمر : 47
    المشاركات : 3,884
    المواضيع : 82
    الردود : 3884
    المعدل اليومي : 0.58

    افتراضي

    الحبيب / راضي


    بين جحيمين وجدتكَ تطفو أحيانا ثم تُعيد الغرق مجددا في محاولة يائسة في إيجاد منطقة وسطى بين الهواء و الماء . فما أنتَ بقادرٍ على أن تتنفس تحت الماء و ما أنتَ بقادر على أن تظلَ دون هواء .


    هو جحيم صراع أبدّي بين العقل و القلب , و قد يبدو نعيما إذا ما تعلّمنا العيش دون أن نُرهق الحس أو الفكر بمتناقضات وُجدت أساسا لنتعامل معها كما هي دونَ مشقة البحث عن العدل الذي لا يوجدُ أصلا في هذه الحالة , و إن وجدَ لا يمكننا كبشر تجسيده و فرضه كمنهج تعامل وفق آليات نرجسية .


    هناك أسئلة كثيرة لو تمت الإجابة عليها من منطق الحس لكانت للحياة أذواق و روائحَ مختلفة و قد نمقتها حينها لأنها ستأتي خلافا لنمطية الإحساس البشري و تناقضاته الفطرية .


    و هناك أسئلة قد يجيب عليها العقل وفق مبدأ العدل النظري, و لكنه لا يفصلُ في حيثياتها و كثيرا ما تكون الإجابات لا تتعدى محور مسكِ العصا من الوسط و يكون العدل متجسدا نظريا فلا إفراطَ هنا و لا تفريطَ هناك.


    ما أريدُ قوله هو أن معيار العدل فيما يتعلقُ بالمشاعر الإنسانية أو التقديرات الذاتية أو التعاملات بين البشر قد يحدّدُ نظريا وفق أطر و معالمَ موضوعية يتفقُ حولها الجميع , و لكنّ تنفيذه عمليا وفق تلك الأطر الموضوعية يصطدمُ دوما بالتقديرات المختلفة في كيفية التطبيق و آلية التعامل و حتى في كيفية النظرة ذاتها من شخص لآخر , و بذلك نجدُ أنفسنا ملزمينَ أحيانا بالتبرير و أخرى في الدفاع عن منطلقات ذاتية تخضع كغيرها من المنطلقات للخطأ و الصواب .


    و لذلك أوافقكَ النظرة تماما في أنّ إيجاد الراحة بما يتناسب و رؤانا التي تحدد العدل من هذا المنظور هو من باب المستحيلات, و العدل الذي ننشده في هذا الموضع لا يتحقق فعلا إلاّ عندَ من خلقَ هذه الأنفس و يعلمُ تفاصيلها و تراكيبها العجيبة.


    استوقفتني في هلوستك هذه كما تقول أسئلة كثيرة و من بينها تحوّل الصداقة إلى حب حقيقي , و طبعا تقصد صداقة الرجل بالمرأة التي ما زلتُ في قرارة نفسي لا أقرّها و لا أعترفُ بها إلاّ في حدود مضبوطة جدا لأسباب كثيرة يضيق بي المقام هنا للخوض فيها حسب ما أعتقدُ طبعا _ و هذا يقودنا إلى التحليل الأول و مسألة المنطلقات و الحكم عليها _ و بالتالي فأنا أعتبرُ أنّ تحولها أو خروجها عن إطارها النظري هو مسألة نفسية بحتة و لا بد من وجود خلل ما إذا افترضنا بوجودها و صحتها أصلا .


    التخلي عن بعض العادات يا صديقي لا يلغي أسباب التخلي عنها, و بذلك لا تعدو زوبعة في فنجان أو تحصيل حاصل, لأن النكهة الحقيقية الموجودة بغض النظر إذا كان مُنتجها مضرا أم مفيدا, هي نكهة القلب و ما يحمله في أعماقه من نكهة شراب الوهم أو الحلم . و انهزامنا إراديا لا يدفع عنّا انهزاماتنا اللاإرادية حتى و إن كان يحققُ لنا رؤية السعادة التي نفتقدها مرسومة على وجه آخر .


    ليس تبذيرا كل ما كتبناه و كل ما رسمناه , لأننا في الحقيقة لا نكتبُ للآخر بقدر ما نكتبُ لذواتنا , و من الظلم و الجور أن نعتقدَ أن خلاصة أحاسيسنا هي رهينة القبول عند الآخر , لأننا أنفسنا الأحق بها و الجديرون بتداعياتها حتى و إن فُسّرت على عكس ذلك, فما الداعي إليها إذن و نحن نعلم يقينا بأن لا جواب ؟؟؟


    يبدو أن هذا التشظي جعلني أشاركك هلوستكَ , و لكنها هلوسة حميدة لأنّ نيكوتينها يزيد من اتساع شرايين الروح و العقل , كما يفعل نيكوتين السيجار الكوبي في اتساع شرايين الدماغ و لو مؤقتا.


    أتمناكَ بخير دوما و أبدا ...


    إكليل من الزهر يغلف قلبك
    هشـام

  5. #5
    الصورة الرمزية زين عبدالله
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jul 2006
    المشاركات : 553
    المواضيع : 40
    الردود : 553
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    اخر ما افكر فيه أن يتغير الليل

    احقا هناك خطة لتغيره هل سيكون نهارنا دايم وليلنا مشرق

    ويرحل الظلام عنا

    لا ادري لما اوحي لي حوارك الطويل لهذه الفكرة

    ولكن ربما ربما فكل شي جايز في زمن الجحيمين
    [نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    الصورة الرمزية عبد الرحمن الكرد
    أديب
    تاريخ التسجيل : Sep 2008
    المشاركات : 1,391
    المواضيع : 51
    الردود : 1391
    المعدل اليومي : 0.22

    افتراضي


    الرائع الضميري
    عندما يسود القلب يتعطل العقل
    أصعب شيء ياصديقي أنن تنجرف وراء قلبك
    ويعرف طرفك الأخر نقطة ضعفك فيزيد بتجبره وطغيانه
    فيحاول بكل ما يملك ان يحطمك
    تحياتي لقلبك الرطب

  7. #7
    الصورة الرمزية رقية عثمانية
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Sep 2008
    الدولة : بلد المليون ونصف المليون شهيد-الجزائر-
    العمر : 37
    المشاركات : 140
    المواضيع : 24
    الردود : 140
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    وأنا أقول أنه بين الجحيمين طريق مضيء نراه إذا قررنا ذلك
    رسالتك رائعة، وممتعة
    مرّت بنهجي...
    داستني...
    دون شرب قهوة ودون خسارة...
    بل هي تجربة أخذتني إلى أجمل دنيا...
    دنيا رأيتها بإرادتي...
    لأني قهرت الفشل ودُست الضّياع...
    لأني أحبّ الله...
    وأحب النجاح في الحياة...
    ما دُمْتُ لن ُأخَلّد فيها...
    فوداعا لكل فنجان قهوة غير مُسَكّرْ...
    ووداعا للأحزان...
    الله لا يحرمنا من طلاتك أخي راضي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8
    الصورة الرمزية زهراء المقدسية
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jun 2009
    المشاركات : 4,603
    المواضيع : 216
    الردود : 4603
    المعدل اليومي : 0.77

    افتراضي

    أستاذ راضي
    إذا كانت القهوة سببا في هذيانك الجميل هذا
    أنصحك بالإكثار منها وإياك أن تستبدلها بعصير التفاح
    فأنا من أنصار القهوة وشاربيها

    لا يمكن للقارئ أن يمر مرور الكرام على ما كتبت
    نصك غني جدا وفيه الكثير الكثير
    أشكرك وأحييك جدا

    ولي تعليق
    أنت ألغيت للعقل دوره في الحب
    لكن ألا يوجد حب يبدأ بالعقل وينتهي الى القلب؟؟
    كموجات كهروعقلية تتسع شيئا فشيئا
    فيلتقطها القلب وتتحول الى موجات كهروقلبية

    ثم من قال أن الحب دواء؟؟
    بل هو في بعضه داء بحاجة ماسة الى دواء
    ولكنه جميل

    تحية تليق بك

  9. #9
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Dec 2009
    المشاركات : 3,742
    المواضيع : 26
    الردود : 3742
    المعدل اليومي : 0.65

    افتراضي

    السيد راضي الضميري

    تمنعني حداثتي من التجوال في الكثير من المعاني الرائعة التي تضمنتها الخاطرة
    بعض المعاني لا اعرف ان كانت علقت بي ام علقت بها بقوى التجاذب
    وبعضها بحتاج للوقوف امامه مطولا
    لذا لي عودة هنا للسعي بين الجحيمين باقدام دامية

    دمت وقلبك سالما

  10. #10
    الصورة الرمزية خليل ابراهيم عليوي
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2009
    الدولة : اليمن
    المشاركات : 2,108
    المواضيع : 98
    الردود : 2108
    المعدل اليومي : 0.35

    افتراضي

    اخي الحبيب راضي
    لقد غصت و خرجت بكنوز من اللادب الهدف و التسؤلات الجميلة التي تثري العقل و تثير الفضول
    اعجبتني كثيرا
    د خليل
    [marq]رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي و على والدي و أن أعمل صالحا ترضاه و أدخلني برحمك في عبادك الصالحين[/marq]

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. بَـيْـنَ قـلـبــي وبَـيـنـي
    بواسطة محمد إسماعيل سلامه في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 25-12-2012, 08:04 AM
  2. بـيـن الـمـطـرقـة والـسـنـدان ...
    بواسطة عمرو عبدالرؤوف في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 01-10-2006, 11:14 PM
  3. دعـاة التغيـيـر بـيـن المـبـدئـيـة والــواقعيـة
    بواسطة محمد حافظ في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 24-01-2005, 10:44 AM