أَلَا يَا شِعْرُ أَسْعِفْنِي بِبَحْرِ
أَغُوصُ بِهِ بِأقلامِي وَفِكْرِي
أُنَمِّقُ فِيهِ بِالكَلِمَاتِ حُبًّا
أُضِيءُ بِقَاعِهِ مِصْبَاحَ أَمْرِي
كَأَنَّ بُحُورَ أَشْعَارِي مُحِيطٌ
وَضَاعَ بِقَاعِهِ فَخْرِي وَذِكْرِي
أَنَا الشُّعَرَاءُ مِنْ أَيَّامِ مِينَا
نَحَتُّ الشِّعْرَ فِي شَجَرٍ وَصَخْرٍ
أَنَا الدِيوَانُ أَمْشِي بَيْنَ قَوْمِي
يَرَوْنَ الشِّعْرَ مِن سَحْرِي لِنَحْرِي
كَتَبتُ الشِّعْرَ قَبلَ الخَلقِ حَتَّى
تَنَاشَدَ كُلُّ مَخْلُوقٍ بِشِعْرِي
وَعُدْتُ اليَوْمَ أَبْنِي المَجْدَ لَمَّا
تَخَفَّى كُلُّ مَغْمُورٍ بِقَبْرِ
كَأَنِّي قَدْ وُلِدْتُ بِـ(عَيْنِ شَمْسٍ)
وَعِشْتُ بِكَوْكَبِ الأَمْوَاتِ عُمْرِي
سَأَكْتُبُ قِصَّتِي لِلنَّاسِ لَيلَى
فَمَا فِي الحُبِّ مِن عَيْبٍ فَيُزْرِي
فَمَن فِي النَاسِ يَحيَى دُونَ حُبٍّ
وَهَلْ نَهْرٌ بٍغَيْرِ المَاءِ يَجْرِي
وَأَبْدَأُ بانتِهَاءِ الشَوقِ حَوْلِي
وَيَحْصُرُ مُهْجَتِي خَوْفِي وَصَبْرِي
فَلَيْتَ الخَوْفُ يَقْتُلُنِي فَأَفْنَى
وَلَيْتَ الصَبْرُ يُحيِي فِيَّ دَهْرِي