[QUOTE=عبدالقادر حوسو;559955].ويكمن جمال التحدث عن المكان في الرواية بتبادل الأدوار بين السارد والقارئ,فبذلك يصبح القارئ سارداً,ويتقمص شخصه,ويفهم أبعاد الأحداث كلها من خلال هذا التقمص..
فالمكان في أي رواية كانت هو جزء لا يتجزأ من الرواية,وهو سبيل السارد لإيصال المتلقي إلى فضاء الأحداث,وفهم مجرياتها..

2_المعطى البشري:"إن هناك تأثير متبادل بين الشخصية والمكان الذي تقيم فيه,وإن الفضاء الروائي يمكنه أن يكشف لنا عن الحياة اللاشعورية التي تعيشها الشخصية,ولا شيء في البيت يمكنه أن يكون ذا دلالة من دون ربطه بالإنسان الذي يعيش فيه"
فالعلاقة وطيدة بين الإنسان والمكان,وكل منهما يؤثر في الآخر تأثيراً قد لا يكون متخفياً لكل متمعن ومدرك,فالإنسان الجبلي قد أخذ من الجبل صلابة الرأي وقوة التحمل.. والساحلي أخذ من البحر السماحة والسعة...وكذلك الصحراوي والقروي والمدني ..كل أخذ من بيئته صفاتها..

ثانياً:درجة الإستقرار: وبها يتم وصف حال المكان من حيث التغير و السكون, ودراسة العوامل المؤثرة في تغير هذا المكان وتبدّل ملامحه فالمكان من حيث درجة الاستقرار يقسم إلى نوعين:النوع الأول هو نوع ساكن لا يتغير من بداية الرواية إلى آخرها وكثيراً ما يكون لذلك دلالات في الرواية ونوع متحرك وهو التغير في أشكال المكان الذي يذكره السارد إما بفعل الكوارث الطبيعية أو الحروب أوبفعل تحسين الإنسان نفسه لهذا المكان...فيكون بذلك تغيراً سلبياً أو إيجابياً..وبرأيي أن درجة استقرار المكان تتلازم مع درجة استقرار حياة السارد وتقلباتها..فيرسمها بريشة سيرورة الأحداث فتخدم بذلك أفكاره التي أراد توصيلها إلى القارئ..
أخيراً بقي لي أن أشير إلى مسألة التحفيز المكاني في الرواية العربية:هو الرجوع بالذاكرة إلى مواقف قديمة وأماكن سكنت داخل الشخصية,وذلك عند المرور بموقف معين أو مكان ما مماثلٌ لمكان آخر في الماضي.
/QUOTE]

دراسة رائعة وشاملة تتيح للدارس فهم دور المكان في العمل الادبي ككل
برأي ان اجمل واكمل عمل ادبي هو الذي ينقلني اثناء قراءته الى عالم الرواية والمكان التي تحدث فيه الرواية لدرجة انني قد اتساءل بعد انتهاء القراءة عن المكان الذي انا فيه وكأن القارئ قد زار عوالماً لم يكن ليزورها الا من خلال قراءة هذا العمل او ذاك .فيكون انتقل بروحه او الاشعور الى فضاءات أخرى وعاش حال البطل او السارد فينتقل بذلك من متلقي للحدث الى مشارك ومُعايش لواقع السارد او قد يصل الامر الى درجة يشعر فيها القارئ انه هو بطل العمل .
اعجبني طرحك لدور الاستقرار المكاني وتأثيره على استقرار حياة السارد و يمتد التأثير الى القارئ فيشعر بدوره بذلك الاستقرار .
استخدمت تعبيراً جميلاً بقولك الاماكن التي تسكن داخل الشخصية وهو جانب مهم لتحليل وفهم الشخصية.

دام ابداعك