يا دمعتي العَذرا قفي لتُعيني رفقاً فلا تكني التي تكّويني
الخطبُ أعظمُ ليس ماءً قد جرى فالخطبُ أنّكِ صفوةٌ لأنيني
فيضُ المشاعرِ خالطَ الأشلاءَ في حزنٍ تجبّر موهنٍ لسنيني
أيني من الدنيا وداري أدمعي والكونُ أضيقُ من ردا يأويني
سكنتْ جروحِي حيثُ طابَ مقامُها في أضلعي وأنا سكنتُ شجوني
عكّازُ شيخِ الحيّي شعرةُ أهدبي وصراخُ أيتامِ الحروبِ لحوني
خطبٌ ينوبُ أشدُّ مما قبلهُ فكأنّ مرساةَ الخطوبِ عيوني
السعدُ يعبرُ أذْنَ حزني مبهماً والعمرُ أضحى لحظةَ المحزونِ
يكفي جزعتُ لحالةٍ أرثتْ بهِ عيني الدموعَ وليس من يرثيني
يا من بقربي شاخصين بعطفهمِ نظراتكم عجزتْ فلا تُنسيني
منّي البكاءُ سبا الوجودَ ودمعتي من بين أبوابِ المنى تسبيني
جثمان قلبي قد تكفّن بالأسى لمّا تغسّل من زفير ظنوني
هاتوا تراباً لم تطلهُ نسيمةٌ قبراً لهُ ما كان من تكوينِ
وضعوا فؤادي فيهِ ثمّ توكّلوا فلربما في القبر من يحييني



رد مع اقتباس