أحدث المشاركات

بريق زائل » بقلم بشرى العلوي الاسماعيلي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رباعيات لاتشرب الخمر » بقلم زاهية » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الانتظار يغتال الأماني. » بقلم أسيل أحمد » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» عبث » بقلم هَنا نور » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» قصص قصيرة جداً---إبراهيم عدنان ياسين » بقلم ابراهيم ياسين » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» النفر فى الإسلام » بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» تجربتي مع "يوني سيرفس" في مصر: أكثر من مجرد شركة نظافة » بقلم أحمد نصر العضامي » آخر مشاركة: أحمد نصر العضامي »»»»» تجربتي مع "يوني سيرفس" في مصر: أكثر من مجرد شركة نظافة » بقلم أحمد نصر العضامي » آخر مشاركة: أحمد نصر العضامي »»»»» تجربتي مع شركة "يوني سيرفس": عندما تصبح النظافة احترافاً وليس مجر » بقلم أحمد نصر العضامي » آخر مشاركة: أحمد نصر العضامي »»»»» تجربتي مع شركة "يوني سيرفس": عندما تصبح النظافة احترافاً وليس مجر » بقلم أحمد نصر العضامي » آخر مشاركة: أحمد نصر العضامي »»»»»

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 27

الموضوع: صومعـــــــة العمــــــــــــــر

  1. #1

    افتراضي صومعـــــــة العمــــــــــــــر


    صومعة العمر.................................

    مراقبا وابلاً أغرق شرفة الزمن مع أول خيوط مساء عنيد
    محدقاً في الأفق متأملا أعوامه السبعين
    تلك الأعوام التي مضت بوجع ولذة طعم عناق قديم
    بِحِيْرَة المحترق السقيم
    ونوبات عشق تراود قلبه الذي ما زال يافعا
    يبقى متدثرا بصمته في الوراء البعيد

    يستشعر رجفة أنامله الشاحبة
    التي كم سكبت بخفة ورشاقة -بريشة العمر الفتي-
    لوحات غروب سافرت على متن سفينة
    غرقت في أفق الأزرقٍ الحزين
    وكم تهادت - ترسم- ريشته بتلك الأنامل تلك التي كانت فتية،
    لوحة لصبية ، تتهادى قفزاتها بخفة مع ظباء البراري
    بوشاحها الحريري المتموج ، مؤنسا وحشة البراري
    مع نسمات حالمات، وأمل معقود ان تجد الغدير في غابات الربيع
    المقوزح..
    كم رسمت ريشته الفتية شيخا مسافرا
    الى تيه يبتلعه وسبابة
    تشير الى غلالة ضباب يصعد خارج الــ فوق
    يرتشي برقا باهتا..وأنين رعد
    وكم دشنت لوحاته تلك التي كانت فتية
    جيادا وحشية تهرول بفوضى فوق سهول خضراء
    تتماوج حشائشها مع كل ركلة وكأنها بحر اخضر


    محملقاً بأحداق قلبه في سنينه السبعين
    شيخ السبعين..الذي كان لسانه يغرد
    بقصيد الغزل لمعشوقته الــغائبة الحاضرة-
    بثغره الذي لم يكف عن الابتسام والأمل
    وعيونه تلك التي كانت تدور هنا وهناك بوهجهها
    تبحث عن الجمال ..لتدشن الجمال
    في لوحات غيبية
    ها هو هناك بعد انبلاج المسافات بعيون ساهمة
    يصغي بصمت
    وقع خطوات العمر ، صاعدة بتثاقل فوق درجات
    البياض ..ولا شئ وراء البياض
    يسمع وداع خطوه من فوق سحابة عابرة، وليمضي
    برجفة الأنامل الــ كانت فتيه..
    متوكأً ، متشبثا برأس نسر شامخ فوق عصاه
    خوفا وحذرا من الترنح والانكسار
    فما عادت عظام ظهره ناهضة
    وما عادت الحيطان التي شاخت معه
    تحتمل اتكاءاً..
    بل بكاءً على أطلال السنين
    ليحتمي من المجهول ،
    غدا عائدا صوب صومعته
    التي كانت بالأمس مرسما
    ومحفلا لا يكف عن الحياة.
    .

  2. #2
    الصورة الرمزية عبد السلام هلالي
    أديب
    تاريخ التسجيل: Sep 2012
    الدولة: المغرب
    العمر: 44
    عدد المشاركات: 983
    :عدد المواضيع 44
    :عدد الردود
    المعدل اليومي 0.20

    افتراضي

    ولأن لكل بداية نهاية فللعمر نهاية تتفاوت قسوتها حسب ظروفها ومناخها لكنها تبقى قاسية.
    سريدة آسرة عميقة اللغة ، جميلة الفكرة زاخرة بالصور الرائعة البعيدة.
    صدقا أعجبني كثيرا ما قرأت هنا.
    حياك الله يا لميس.
    اللهم اهدنا إلى ماتحبه وترضاه

  3. #3

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد السلام هلالي مشاهدة المشاركة
    ولأن لكل بداية نهاية فللعمر نهاية تتفاوت قسوتها حسب ظروفها ومناخها لكنها تبقى قاسية.
    سريدة آسرة عميقة اللغة ، جميلة الفكرة زاخرة بالصور الرائعة البعيدة.
    صدقا أعجبني كثيرا ما قرأت هنا.
    حياك الله يا لميس.
    الاخ عبد السلام الهلالي

    مرحبا بك ..عمرت ذاك البياض الآخذ في التلاشي ..نعم صدقت لكل بداية نهاية..والعبرة بمضمون المسافة التي تفصل بينهما

    شكرا لحضورك الثري واعجابك بما قرأت..

    تقبل مني جميل التحايا

    لميس الامام

  4. #4

    افتراضي

    فما عادت عظام ظهره ناهضة
    وما عادت الحيطان التي شاخت معه
    تحتمل اتكاءاً..
    بل بكاءً على أطلال السنين
    ليحتمي من المجهول ،
    غدا عائدا صوب صومعته
    التي كانت بالأمس مرسما
    ومحفلا لا يكف عن الحياة
    لا شيء يبقى كما هو، وقد تبقى الذّكرى مرقصا لجميل الأحلام، ومبعث دفء لما برد ووهن من عظام...
    حرف جميل
    بوركت
    تقديري وتحيّتي

  5. #5

    افتراضي

    الاخت كاملة بدارنه......

    وتبقى الذكريات الصديق الصدوق لحاملها ، يتوكأ عليها عله يستعيد قواه التي خارت وفارقت..

    أسعدني مرورك ...
    تقبلي خالص التحيات والشكر والتقدير

    لميس الامام

  6. #6

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لميس الامام مشاهدة المشاركة

    صومعة العمر.................................

    مراقبا وابلاً أغرق شرفة الزمن مع أول خيوط مساء عنيد
    محدقاً في الأفق متأملا أعوامه السبعين
    تلك الأعوام التي مضت بوجع ولذة طعم عناق قديم
    بِحِيْرَة المحترق السقيم
    ونوبات عشق تراود قلبه الذي ما زال يافعا
    يبقى متدثرا بصمته في الوراء البعيد

    يستشعر رجفة أنامله الشاحبة
    التي كم سكبت بخفة ورشاقة -بريشة العمر الفتي-
    لوحات غروب سافرت على متن سفينة
    غرقت في أفق الأزرقٍ الحزين
    وكم تهادت - ترسم- ريشته بتلك الأنامل تلك التي كانت فتية،
    لوحة لصبية ، تتهادى قفزاتها بخفة مع ظباء البراري
    بوشاحها الحريري المتموج ، مؤنسا وحشة البراري
    مع نسمات حالمات، وأمل معقود ان تجد الغدير في غابات الربيع
    المقوزح..
    كم رسمت ريشته الفتية شيخا مسافرا
    الى تيه يبتلعه وسبابة
    تشير الى غلالة ضباب يصعد خارج الــ فوق
    يرتشي برقا باهتا..وأنين رعد
    وكم دشنت لوحاته تلك التي كانت فتية
    جيادا وحشية تهرول بفوضى فوق سهول خضراء
    تتماوج حشائشها مع كل ركلة وكأنها بحر اخضر

    محملقاً بأحداق قلبه في سنينه السبعين
    شيخ السبعين..الذي كان لسانه يغرد
    بقصيد الغزل لمعشوقته الــغائبة الحاضرة-
    بثغره الذي لم يكف عن الابتسام والأمل
    وعيونه تلك التي كانت تدور هنا وهناك بوهجهها
    تبحث عن الجمال ..لتدشن الجمال
    في لوحات غيبية
    ها هو هناك بعد انبلاج المسافات بعيون ساهمة
    يصغي بصمت
    وقع خطوات العمر ، صاعدة بتثاقل فوق درجات
    البياض ..ولا شئ وراء البياض
    يسمع وداع خطوه من فوق سحابة عابرة، وليمضي
    برجفة الأنامل الــ كانت فتيه..
    متوكأً ، متشبثا برأس نسر شامخ فوق عصاه
    خوفا وحذرا من الترنح والانكسار
    فما عادت عظام ظهره ناهضة
    وما عادت الحيطان التي شاخت معه
    تحتمل اتكاءاً..
    بل بكاءً على أطلال السنين
    ليحتمي من المجهول ،
    غدا عائدا صوب صومعته
    التي كانت بالأمس مرسما
    ومحفلا لا يكف عن الحياة.
    .
    و هكذا تمضي الأيام حتى تبلغ الأجل الأخير ،كل شيء آئل إلى الرحيل ، وحدها الذكريات باقية تحفظ العهود ،و تجدد الحنين .
    سرد أخّاذ أيتها الرائعة ،في النص جمال لا يمكن تجاهله ..صدقا راق لي المكوث هنا ،
    تقبلي مروري و اعجابي الشديد

  7. #7

    افتراضي

    كم رسمت ريشته الفتية شيخا مسافرا
    الى تيه يبتلعه وسبابة
    تشير الى غلالة ضباب يصعد خارج الــ فوق
    يرتشي برقا باهتا..وأنين رعد
    وكم دشنت لوحاته تلك التي كانت فتية
    جيادا وحشية تهرول بفوضى فوق سهول خضراء
    تتماوج حشائشها مع كل ركلة وكأنها بحر اخضر


    صور و كلمات أغرقتني فكرا و أنا أقرأ لتراتيل هذا الحرف الجميل . شكرا على هذا الإمتاع. تحياتي والمودة.

  8. #8
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل: Oct 2011
    عدد المشاركات: 167
    :عدد المواضيع 7
    :عدد الردود
    المعدل اليومي 0.03
    من مواضيعي

    • لا توجد مواضيع للعرض

    افتراضي

    الأخت لميس،
    سردية جميلة. سلمت يداك
    باقات ياسمين

  9. #9

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نسرين بن لكحل مشاهدة المشاركة
    و هكذا تمضي الأيام حتى تبلغ الأجل الأخير ،كل شيء آئل إلى الرحيل ، وحدها الذكريات باقية تحفظ العهود ،و تجدد الحنين .
    سرد أخّاذ أيتها الرائعة ،في النص جمال لا يمكن تجاهله ..صدقا راق لي المكوث هنا ،
    تقبلي مروري و اعجابي الشديد
    غاليتي نسرين

    نعم يا غاليتي.. .وتبقى الذكريات ناقوس يدق في عالم النسيان..ويقى الخيال محلقا في الوراء ليوازن على قدر الامكان فيما ما كان وما هو آت ...
    مرورك رائع ..اقدر تقييمك للنص

    تقبلي خالص المودة وباقة زهر..

    لميس الامامنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #10

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غصن الحربي مشاهدة المشاركة
    كم رسمت ريشته الفتية شيخا مسافرا
    الى تيه يبتلعه وسبابة
    تشير الى غلالة ضباب يصعد خارج الــ فوق
    يرتشي برقا باهتا..وأنين رعد
    وكم دشنت لوحاته تلك التي كانت فتية
    جيادا وحشية تهرول بفوضى فوق سهول خضراء
    تتماوج حشائشها مع كل ركلة وكأنها بحر اخضر


    صور و كلمات أغرقتني فكرا و أنا أقرأ لتراتيل هذا الحرف الجميل . شكرا على هذا الإمتاع. تحياتي والمودة.
    الأخت الفاضلة غصن الحربي

    تثلج صدري القراءات العميقة لأي نص أدبي يستحق التعمق الفكري
    أسعدني تواجدك بين حروفي

    أدام الله علي عطر مرورك
    وشكرا بالغا من القلب.

    مودتي

    لميس الامام

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة