فِى سَاعَةِ الوَجْدِ صَفَاءُ الصّوتِ نَادَانا غَنّوا لِمِصرَ بِلادَ العِزّ تَحيَانَا
مَا زُلتُ أشْهدُ أنَّ العِشقَ يَا بَلدي وَجدٌ يزيدُ وُضُوحَ الحُبّ عُنوانَا
هَذِي الكِنانَةُ لا عِشقٌ يُضاهِيهَا أضحَى بِها الشّعرُ فِي الأوْدَاجِ مُزْدانًا
كَم عِشتُ أرْسُم أفْيَاءً لِوَاحَتِها وَأصْطَفِي عَيْنَهَا نِيلاً وُبُستَانَا
وَأرسُمُ الخَدّ مَشفُوعًا بِطِيَبِتها وأرسُمُ الثّغْرَ رَاحَاتٍ وَرِيحَانَا
وأرْسُمُ القَلْبَ مِن رَوضٍ يُلَملِمُنا وأرْسُم الكَفّ بِفَيضِ الحُبّ نَشوَانَا
غنّى لَهَا القلبُ قَبلَ الخَلقِ فِي رَحِمٍ أُبْدِي لَهَا حُبّي سِرًّا وَإعْلانَا
هَذا ربيعُكِ يَحكِي عَن حَدَائِقِه وَيَغْرِسُ الوَردَ فَوقَ الأرْضِ إيمَانَا
وَيَحمِلُ الفَخرَ فِي عَينَيهِ مُنْتَشِيًا رَايَاتُ عِزٍّ بِفَضلِ اللهِ عِرفَانَا
فِي ذِمّةِ الرَحمَنِ الرّبُّ حَارِسَها هَديًا وَفِي مُحكَمِ التّنْزِيلِ قُرْآنَا
هَانَتْ عَلَيكَ دِمَاءَ الأخّ تَقتُلَه أمْ بتُّ أنتَ تَجُوبُ الأرضَ شَيطَانَا
هَل هَذِهِ مِصْرُ التِي نُكَافِئُها فَى كُلِّ زَاويَةٍ مَوتَى وَأَكْفَانَا
إنِّي أرَى المَوْتَ يَمشِي فِى شَوَارِعِنا قَد أُوْجِعَ القَلبُ مِن أنَّاتِ مَوتَانَا
يَا مُنتَهى القَهْرِ إنْ أصْبَحت قُربَانا قَامَرتُ بِالعُمرِ والأيَّامُ حُسبَانَا
هَذِي نُفُوسٌ رَأتْ فِي القَهرِ رَاحَتَها وَاسْتَبدَلَتْ صَمتَها بِالمَوتِ أحْيَانَا
هَذِى نُفُوسٌ رَأتْ فى القَتلِ شِرعَتَها تَسعَى إلَى الدَمّ إذْلالاً.. وَطُغْيَانَا
عَصْر الكَذُوبِ بِسيفِ الدّينِ شَرَّدَنَا قَد بَاعَنَا بخسٍ شَعْبًا.. وَأوْطَانَا
هَذِى الكنانة تحتَ القهر قدْ أنّتْ دموعها أدمت بُؤْسًا.. وحِرْمَانَا
بَاعُوا لَنَا الوَهْمَ دَمًّا مِن مَنَابِرِهم قَد أَدْمَنُوا القَتلَ إخْوَانًا وَأَعْوَانَا
لا تَدّعِي الدّينَ إنّ الدّينَ لِلمَولَى وَدَعْوَةُ اللهِ لِلإنسَانِ إحْسَانَا
واللهُ يَعلَمُ أسْرَارَ الوَرَى حَقًّا وَيَنشُر العَدلَ بَينَ النّاسِ بُرهانَا
كَفَى دِمَاءً إنّ الدمّ يَقتُلنا قَهرًا شَعُرنَا بِهِ جَهرًا وكِتْمَانَا
لَمْ يَهدَإ الجُرْحُ أخَا الإسْلامِ والوطنِ إرْجَع إلى الله فَعَدلُ اللهِ مِيزَانَا




