|
رَأيْتُك فِي الصّدَى صَوتًا |
كَثِير الآه فِي صَدرِي |
وَهَذا الصّوتُ يَجلِدني |
عَلَى صَمتِي .. عَلى صَبرِي |
يُرَاوُدُنِي بِأحلامِي |
وَتُمعُنُ أنتَ فِي أسْرِي |
دُمُوعُ العَينِ تَبكِينَا |
وَيَزفُر بالجَوَى ثَغري |
وَذَلك سِرُّ مَأسَاتِي |
يُصَارعُ فيئَهَا حَرّي |
وأمسَى الكُلّ يَلفِظُني |
بِلَا سَبَبٍ وَلَا عُذْرِ |
وَلَا ألْقَى سُوَى ألَمِي |
وَأحزَانِي .. فَهَل تَدرِي ؟ |
وَإنّي الآنَ مُشتَاقٌ |
لِمَاضٍ ضَاعَ مِن عُمرِي |
لأحلَامٍ رَسَمْنَاها |
رَبِيعًا عَاطِرًا يَسرِي |
وَأشوَاقٌ بِنَا تَهفُو |
نُرَاقِص نِسمَةَ الفَجرِ |
وَسُقنا الشّمسَ أمْنِيةً |
تُعَانِقُ مَوجَةِ البَحرِ |
وَكَانَ اللّيلُ سَامِرُنا |
وَعِطرًا مِن سَنَا البَدرِ |
وَكَم كَانت لَيَالِينا |
أهَازِيجٌ مِنَ الشّعرِ |
شَدَونَا الحُبّ لِلدُّنيَا |
وَعِشنَا لَحظَةَ النّصرِ |
وَصَارَ العِشقُ يَروِينَا |
بِعَذبٍ فَائضُ النّهرِ |
ألَا يَا هَاجِرًا مُدُني |
ألا يا ضَائقُ الفِكرِ |
ألُوكُ الآنَ أحْلَامِي |
وَدمْعِي مُحرِقًا يَجرِي |
عَلَى خَدّي يُمَزّقُنِي |
وَيَقْسِمُ بِالعَنَا ظَهرِي |
هَدَمنَا مَا بَنَينَاهُ |
فَذُقنَا وَاقِعَ الهَجْرِ |
حَسِبنَا زَرعَنَا خَيرًا |
فَكَانَ الحَصْدُ مِن شَرّ |