بقلم: مشعل الحربي
25/4/2007م
نيوب الليـل تـنـهـش فـي الـعـظـــامِ
وتـــرمــي بـالـــرمــاح وبالسهـــامِ
وتــجـمـح أمـنـيـــات شـــاهــقـــاتٍ
وتــدعـو للــتـعـايـش والـوئـــــــــامِ
فـكــم مـــن رمـيـــة أردت قــتـيــلاً
وقــالـت: رميــة مـن غيـر رامـــي.!
تديـر بنـا الـرحـى مــن غـيـر بــرٍّ
وتـبـنـي مــجـدهـا فـوق الحــطــامِ
ويــكـمـن حـيـن تـبـتـسـم اللـيـالي
عــيــونٌ خـــدَّعٌ والنــاب دامــــي
وطــرفٌ قـد بــرتـه لأمـر ســـوءٍ
تـنـبـئ ضــربــةً تحــت الـحــزامِ
تـرغِّـب بالـهـوى فــي كــلِّ لـيــلٍ
بغــانـيـةٍ وكــأسٍ مـن مــــــــــدام
تـخـبــئ سـمَّـهـا فــي كــلِّ كــأسٍ
وســهـمـاً لـلـمـنـيـة فــي الـغــرامِ
تــغـنِّي فــوق أوتــار الـمـنـايـــــا
وألحـــانٍ تلــوِّح بـانـتــقــــــــــامِ
تصافـحـنـا الـيميــن بـكــلِّ لـيـــنٍ
ويـسـرى هـمُّـهـا قبــرُ الأنــــــامِ
فـمـن يـكُ عـاقـلاً حــراً رصـينـاً
تـنـبـه للـتـبســــم والـــكــــــــلامِ
ومن يكُ راقـيـاً شـرف الـمعـالي
تـتـرَّس بـالـدروعِ وبـالـحـســامِ
ومـن يـرغـبْ مـجـاورة الـثريـا
يـبـادرْ بـالـخُـطـــا نـحـو الأمـامِ
ومن يخشَ النقـائـصَ والـرزايـا
تمــثــل بالــكمـــال وبالتــمـــامِ
ومـن يـهـوَ الـخـلـود بــلا تـفــانٍ
يـسـطــرْ ذكـره فــوق الـغـمـامِ
ومـن تـكُ نفسـه تـسمـو لمـجـدٍ
تسامت في المطـالـب والمرامِ
ومن هـجـر الـدنـوَّ بكـل ثـوبٍ
تــوشـح لابـسـاً ثــوب الكـرامِ
ومن عشق الحـيـاة بغـيــر ذلٍّ
تـتـوَّجَ تــاج عــزٍّ أو ســهــامِ
ألـفـتُ نفـوس عـزٍّ شـامخـاتٍ
هجرن العيش في كنف اللئـامِ
تفضل عيشها في بطن رمـسٍ
علـى قصـر مـنيف مـن حرامِ
خـطـاب الـعز لحن في حياتي
ولحـن الليل إعـلان الخـصـامِ
فـلسـت بـمن يروغُ من الليالي
يـخـبـئ رأســه مـثـل الـنـعـامِ
تسامت همِّتـي فـي نـفـس حرٍ
أشـمِّ الأنـفِ فـي زمـن الظلامِ
أرحب بالمنون ولست أرضى
منافـسـة اللـقـيـط علـى حـطامِ
فنفس الحــرُّ درٌّ لـيـس يـبـلــى
يزيد بـريـقـهـا فـي كـل عــــامِ
تـنـيـر بـأحـرفٍ نقشت عليـهـا
سئمت العيش في زمـن الهـوامِ
أطـارد عـزَّتـي وأذود عـنـهــا
ولو كان التعـرض فـي المنــامِ
رضعت المجد في مهدي صبيا
تشَّرب في الفؤاد وفي العظــامِ
وأنزع عزتي من شدقِ ليثٍ
وثغــري ضاحك والقلب سامي
فلو رضيـت حيـاتي غيـر عـزٍّ
أقـول لها علـى الدنيــا سلامــي