أين ما دون السبل




نزف العلم
وتقيَّأَ القلمُ المسمَّمُ
في دياجير السجونِ مــدادَهُ
وتجمَّدَ الكَلِمُ المدوِّي
في أكاذيبِ الصُّحُفْ
وتُلَعْثِمُ الحُرَّ الحروفُ بأنةٍ
والكلُ يبكي ذلكَ الوطنَ الممزقَ شملَهُ
لكنَّهم جَبنوا
و واروا في دهاليزِ السكــوتِ
دموعَ جبن ٍ قد توارى في عباءةِ سيدٍ
والصمتُ شيمتُهُمْ
ويتلُوهُ اللسانُ
بكلِ حنق ٍ ردَّدَ الصـمتَ الأليم على وجَــلْ
زحفوا لينبذهم فقيهُ تربــح ٍ
سأَلُوهُ ما حكمَ الذي رفـــــضَ الحياةَ بذلــةٍ
ردَ الكذوبُ على السؤالِ
أجابَهُمْ
لا تَسْأَلُوا
فلَربَّما ردٌ يفوقُ عقولَكــمْ
فلتعبدوا ظلَ الولاةِ تعلَموا
أو هكذا قالَ الفقيهُ تأولاً
ظنَّ الكِتَابَ بجُعْبَتِهْ
إيمانُهُ مثل الكثيرِ من العرَبْ
من آمنوا بالبعضِ من آياتهِ
والكافرون ببعضِهِ
النفسُ سجنٌ داخلَ السجنِ المسمَّى بلدَتِـي
والبلدةُ الحمقاءُ ما كانتْ لتعتقَ ريثمـا
ينهي الخنازيرُ الشرابَ على ترابِ الرمــةِ
واشتدَّ قيدٌ للمرارةِ بالوطنْ
قد زادَ فيهِ شعورُنَا بالإغترابِ ولا سَكَنْ
وتفرقَ الشملُ العتيقُ على سُبُلْ
سبلُ اليسارِ ولليمينِ كذا سبلْ
باللهِ قلْ لِي أينَ مَا دونَ السُبُلْ
سبلٌ تزيَّن بالبغاءِ وبالقبلْ
سبل السفالةِ والنفاقِ لمنْ تنازل كيّ يَصِلْ
سُبُل الكَسَلْ
سبل الخنوعِ أو الخضوعِ
أو الركوعِ على مَهَلْ
سبل الكهانةِ يا فقيهَ تربــح ٍ
سبل السياسةِ يا عَسَسْ
سبل اغترابٍ يا طيوراً هاجرت
سبل الذينَ تقهقروا
حتى يجيئَ لَهُمْ بَطَلْ
باللهِ يا وطناً تُمُزِّقَ شملُهُ
باللهِ قُلْ لِي أينَ ما دونَ السُبُلْ