| 
 | 
العِـزُّ أَنْتِ وَأَنْتِ العِـزُّ إِنْ نُسِـبـا  | 
 وَمَـنْ يَعِـزُّ برَبِّ العَرْشِ ما غُلِبـا | 
وَالمَجْـدُ كَالعِـزِّ حَبْـلُ اللهِ مَوْثِقُـهُ  | 
 وَالمَجْـدُ أَنْتِ وَأَنْتِ المَجْـدُ إِنْ طُلِبا | 
يا بِنْتَ غَـزَّةَ وَالإِقْـدامُ مَرْكَبْـهـا  | 
 وَقَدْ شَـهِدْناهُ مَزْهُـوَّاً بِمَـنْ رَكِبـا | 
وَالشَّعْبُ إِنْ ثـارَ لا أَسْـوارَ تَمْنَعُهُ  | 
 وَلا اتِّفاقـاً مُهينـاً باطِـلاً كُتِـبـا | 
يا عُرْبُ هذي نِساءُ العِـزِّ تَسْـبِقُكُمْ  | 
 إِلى مَعابِـرِ ذُلٍّ تَشْـتَكي العَـرَبـا | 
فَانْهارَ رَمْزُ حِصـارٍ طالَ غَيْهَبُـهُ  | 
 وَارْتاعَ مَنْ يُعْلِنُ اسْـتِخْذاءَهُ رُعُبـا | 
وَبِنْتُ غَزَّةَ لا تَلْوي مَضَتْ قُـدُمـا  | 
 وَأَهْلُ سـيناءَ صانوا الدِّينَ وَالنَّسَبا | 
وَاحْمَـرَّ وَجْهُ خَؤونٍ مِنْ فَضيحَتِـهِ  | 
 وَاحْمَرَّ وَجْـهُ عَدُوٍّ هاجَ وَاضْطَرَبا | 
وَاحْمَرَّ وَجْـهُ مُحِبٍّ مُطْرِقٍ خَجَـلاً  | 
 وَاحْمَرَّتِ الأَرْضُ بِالمَسْفوحِ مُنْسَكِبا | 
سَبْعونَ حورِيَّةً تَسْـقي رُبى رَفَـحٍ  | 
 مِسْـكاً تَضَوَّحَ في التَّاريخِ فَاخْتَضَبا | 
جِراحُهُـنَّ تَحَـدَّتْ بَأْسَ مُغْتَصِـبٍ  | 
 وَمَنْ تَواطَـأَ تَسْـليماً بِما اغْتَصَبـا | 
يا بِنْتَ غَـزَّةَ هذا المِسْـكُ عَلَّمَنـا  | 
 مَعْنى الرُّجولَةِ لَمْ نَأْخُذْ بِـهِ سَـبَبا | 
وَقَـدْ تَعَطَّـرَ أَشْـباهُ الرِّجالِ فَلَـمْ  | 
 يُجْدِ التَّعَطُّرُ فيمَـنْ يَعْشَـقُ التَّغَبـا | 
يُشـيحُ عَيْنَهُ عَنْ أَشْـلائِنـا أَنِفـاً  | 
 وَأَنْفُهُ راغِـمٌ تَحْتَ الثَّـرى رَهَبـا | 
وَلا تُصانُ بِأَشْـباهِ الرِّجالِ حِمـىً  | 
 مِنْ بائِـعٍ ذِمَّـةً أَوْ عابِدٍ نَشَـبـا | 
وَبِئْسَ مَنْ تَسْتَسـيغُ الذُّلًّ هامَتُـهُ  | 
 فَعاشَ عَيْشَ وَضيعٍ خانِعـاً حَدِبـا | 
أَراحَهُ النَّعْـلُ فَوْقَ الهامِ مِنْ نَصَبٍ  | 
 فَلَـمْ يُطِـقْ رِفْعَةً يَوْماً وَلا نَصَبـا | 
يَشْـكو بِشَكْوى عَدُوٍّ مِنْ مُقاوَمَـةٍ  | 
 أَمَّا الضَّحايا فَلاقَتْ عِنْـدَهُ العَضَبا | 
وَإِنْ يُعـادِ فَأَهْـلَ الحَقِّ مُفْتَرِيـاً  | 
 وَإِنْ يُسـالِمْ فَسـفَّاحاً وَمُغْتَصِبـا | 
وَإِنْ يُعانِـقْ يُعانِـقْ كُلَّ مُجْتَـرِمٍ  | 
 وَإِنْ يُلاحِقْ يُلاحِـقْ أَهْلَـهُ حَرَبـا | 
وَإِنْ يُفـاوِضْ فَأَعْـداءً بِلا ذِمَـمٍ  | 
 وَإِنْ يُقاطِعْ فَإِخْوانـاً غَدَوْا غُرُبـا | 
وَإِنْ يُصافِـحْ فَإِجْـرامـاً يُلَطِّخُـهُ  | 
 دَمْ الضَّحايا مِنَ الأَهْلينَ مُنْسَـكِبـا | 
يَـدٌ غَدَتْ مِنْ خَنا الآثامِ مُنْتِـنَـةً  | 
 فَاحْـذَرْ تَوَدُّدَها مَهْما ادَّعَتْ سَـبَبا | 
وَكَمْ تَمادى عَلى الأَحْرارِ مُجْتَرِئـاً  | 
 وَكَمْ تَمادى فَسـاداً ظاهِراً خَرِبـا | 
وَكَمْ تَشَـدَّقَ في تَسْويقِ سِـلْعَتِهِ  | 
 فَبِئْسَ مَنْ يَشْتَري الخُسْرانَ وَالتَّبَبا | 
وَلَيْسَ يَمْلِكُ أَمْـراً عِـنْـدَ نائِبَـةٍ  | 
 إِلاّ فَمـاً أَتْقَـنَ التَّدْجيـلَ وَالخَلَبـا | 
فَــمٌ تَلَـوَّث تَقْبـيـلاً لِزائِــرَةٍ  | 
 شَـمْطاءَ لا تُشْتَهى حَمَّالةٍ حَطَبـا | 
طوبى لِمَـنْ نالَهُ التَّنْديـدُ مِنْ فَمِهِ  | 
 وَالعارُ عارُ صَفيـقٍ أَدْمَـنَ الكَذِبا | 
شَكا الصَّواريخَ أَنْ ضَرَّتْ بِعُصْبَتِهَ  | 
 مُواسِـياً عُصْبَةَ الأَشْرارِ مُكْتَئِبـا | 
عَيْناهُ في التِّيهِ جِحْرُ الضَّبِّ مَقْصَدُهُ  | 
 وَقَـلْبُـهُ إِنْ دَعَتْهُ النَّائِبـاتُ أَبى | 
يا أَهْلَ غَـزَّةَ أَهْلَ العِزِّ في بَلَـدٍ  | 
 يَأْبى التَّشَرْذُمَ وَالتًّشْـريدَ مُنْقَلَبـا | 
روحُ الشِّـهيدِ بِأُمِّ الفَحْـمِ تَحْضُنُكُمْ  | 
 دِمـاؤُهُ أَشْـعَلَتْ أَحْجارَكُـمْ غَضَبا | 
وَفي جِنيـنَ نَزيـفٌ مِنْ مَواجِعِكُمْ  | 
 وَالجُـرْحُ في صَفَدٍ ما زالَ مُلْتَهِبـا | 
حَيْفا وَيافا تُحَيِّـيكُـمْ وَثَوْرَتَـكُـمْ  | 
 وَعانَقَـتْ قُدْسُـنا نابُلْسَ وَالنَّقَبـا | 
مُذْ أَشْعَلَ المَسْجِدُ الأَقْصى انْتِفاضَتَكُمْ  | 
 فَأَحْرَقَ الذُّلَّ في أوسْلو وَما جَلَبـا | 
قَدْ ضَمَّهُمْ حِلْفُ شَـرٍّ بِئْسَ وارِدُهُ  | 
 يُخْفي النُّيوبَ فَإِنْ أَطْلَقْتَـهُ وَثَبـا | 
وَلا تُبـالوا بِحِلْفِ الشَّـرِّ مُجْتَمِعاً  | 
 وَلا بِمَنْ كَسَّـرَ الأَسْيافَ مُنْتَحِبـا | 
وَالنَّصْرُ آتٍ وَلَمْ يُنْكِرْهُ غَيْرُ عَـمٍ  | 
 أَوْ مُسْتَكينٍ عَلى اسْـتِخْذائِهِ وَصَبا | 
وَكَمْ حَكيـمٍ تَخَطَّـى الأُفْقَ مَطْمَحُـهُ  | 
 وَكَمْ جَهولٍ أَبـى أَنْ يَرْفَعَ الحُجُبـا | 
وَالنَّفْسُ مِنْ ذُلِّهـا لِلطِّينِ عاشِـقَةٌ  | 
 وَالنَّفْسُ مِنْ عِزِّها تَسْتَصْحِبُ الشُّهُبا |