يا حُورِيَة الحُلمِ القادمِ بعدَ النومْ
لا تبتئسي
إن طال الجسرُ الواصل بين العلمِ وبين العينِ وبين الحقْ
مهما
ذابت أحلامي في آلامي في أوراقي
مهما .. تمْ
مهما كان مصيرُ العالم في قلبي
مملوءًا .. بالدمْ
حتى .. لو جاء الطوفان الأعظمَ
واقتلع النبتَ الأخضرَ من قريتنا
ووقفتُ أواجه وحْدي كل جيوشِ اللومْ
لا تبتئسي
لن أترك مَعركتي الأزليةَ
حتى تُسحب أوراقي
أو أن أهْلك بين القومْ

يا حُورِيَة الحُلمِ القادمِ بعدَ النومْ
لا تبتئسي
سنعود سويًا
هاتي قلبَك في قلبي
كي يُولد مَخلوق آخر من نسلِ العشقِ ولا يفطمْ
هاتي دربك في دربي
لنواجه كل جبال اليأسِ وكل سياط الظلمْ
هاتي كفك في كفي
كي نتعاهد
كي أعدكِ أنّي لن أترددَ بعد اليومْ

يا حُورِيَة الحُلمِ القادمِ بعدَ النومْ
الليل علي قريتنا طالْ
حتمًا سنعود
وتعود الشمسُ إلي مطلعها
ويعود الحقُ إلي قريتنا كالشلال
فلتبتسمي
حبكِ ... يشعلُ طاقاتي
كي تُخرجَ كنزًا مدفونْ
حبكِ ... صوتٌ يأتي من أعماقي
لا تيأسْ ... حتمًا سنكون

يا حُورِيَة الحُلمِ القادمِ بعدَ النومْ
يا نصفَ الروحِ ونصفَ العمرِ وكلَ الكونْ
قد آن اليوم بأن نتناولَ رشفةَ ماءٍ ... بعد الصومْ
فأعيريني من عينيكِ
قبسًا من نورٍ
كي تتحول كلُ الآلامِ
ورودًا
ورياحينْ
كي يتحولَ دَميَ المسفوكُ إلي .. مسكْ
كي أتجرعَ
من عينيكِ
كأس حنانٍ
وأنامْ