كالبركان الغاضب
حررت أنفاسي
ورحلة طويلة
دمرت احساسي.
أخيرا وطني
اليك أعود ...
سكنت وارتحت
على جدار كبير
ودخلت ضاحيتي :
الشارع الاخير..!

رأيت الركام ..

وأطفال نيام ..
على رصيف حقير

مالت الحيطان تحمل بعضها
بعبء كبير
ومساكن مهجورة
سلالم مكسورة
وأصوات شهيق بلا زفير

وأطفال نيام
على رصيف حقير

ملابسها رثة ..
وغطائها الغيوم .
أم تحضن رضيعها
ونسور تحوم .

براءة تبكي
وعيون تشكي
تنظر الى السماء
وتحكي ...
واقع مرير ..!

وأطفال نيام
على رصيف حقير ..!

عروسة بحيائها
تنظر الى مراتها
المكسورة..

وجدتي تمسح
بشعرها المنتوف دماءا
مهدوره ..

و أصابع حمراء
أبدعت من الابواب لوحة
مشهورة..!

وطفل فقير
ارتمى بجوار..

أطفال نيام
على رصيف حقير..!

رسيت بقلبي ..
جمعت شتات جسدي
وجسلت وحدي ..
أصدر أنين ..
أبكي شعبا.. شارعا
ضاحية ..
أبكي عراقا وفلسطين ..!
أنادي على كنز دفين :
شمس أجدادنا الأولين..!


في اخر الشارع
رأيت جدار ..
بالرصاص كاد ينهار
وسط الظلام .. والملائكة نيام
نزعت رصاصة
ومن ثقب صغير ..
دخل شعاع شمس الغدير
نثر التراب من على وجهي
ومضى لدربه يسري
مسح الدماء والدموع
أعاد بناء الحوائط والربوع
أصلح السلالم .. شيد الركام
وطرد الاشباح ...
وأيقظ أطفال

كانت نيام
على رصيف حقير

وسكن يرتاح..
في الشارع الاخير