خاطرة : جالبة الموت .
بقلم : سمر الزريعي .

لا أحد يدرك أن صوتها إشتهى الجمر وأن صراخها المر إفترسه ذئب الورق الأسود .. هي فقط وأطفالها الأربعة النائمين في حلمها يعرفون مذاق الموت البريء .. فهو لم يكن مخادعاً هذه المرة لأنها هي من ذهبت إليه بقدميها راجية أن يأخذها .كان هاديء فلأول مرة يبتسم الموت في وجه أحد حيث أخذ بمنقاره الصغير ينتشلها من حياتها تأملها بصمت رهيب وعلق على صدرها قلادته .. لقد أحبها دون مواعيد ترهقها خطوات الانتظار .. أحبها وكفى ومضى يرسم تفاصيله على جسدها .. استفزه أنينها .. وربما إسمه فأخذها في فسحة عتاب وأطفأ قلبها للحظات حتى يموت صوته داخلها .. إزداد أنينها .. فإنتفض الموت غضباً ونفر ألوانه على شفتيها .. فخصمه مازال حياً في قلبها ..
- أما زلتِ تذكرين إسمه .. ألم تأتي لي راجية أن أخذك .. لا أحد يدرك ياجالبة الموت حزنك .. فيسيل الوجع من منقاره صوب قلبها ويشتهيها .. يفتش عن إخلاصها في خلايا جسدها فتتطاير فراشات قصائدها أجراساً في وجهه وتسحب خيوط البوح من نسيجها علها تنتشلها منه .. والفراشات الحزينات تقلد صوته علها تستفيق ... أنا بإنتظارك حبيبتي .
- يبتسم الموت لن تكفيك كل الخدع أيتها الفراشات فحبيبتي لن تنهض و بمنقاري سأدحرج بكرات الدمع إلى جرحها ..
تلوذ الفراشات حوله متوسلة .. أتركها .
فيعاود قذف غضبه في وجوههن وقد استفزه عدد انشطار الفراشات ... من هي .. حتى تدافعن عنها ؟
- هي المأخوذة بالعشق الخرافي .. " هي الحقيقة ودونها ملامح الظل هي وحدة الاحساس لكل مشاعر الفؤاد .. هي جنان الوفاء وخصوبة الأيام والثمر الأندلسي .. هي النغم الحزين في مواسم هجرة الطيور والعودة ربيع ومستقر لها ....." هي من ألغت عبوديتنا وقالت أحبك أيها ..
- قاطعهن ساخراً .. وتركها غريبة ..
ازداد أنينها فإستفزه ذكر اسمه ...
- سأعيدها إليكن أيتها الفراشات لتأكلها سخرية الأسباب .. ولن تكفيها ميتتي بعد ذلك .. ولن تكفيها الحياة عذاباً ... ومضى الموت يغني بصوت عالي ...
يافؤادي لا تسل أين الهوى
كااااااان صرحاً ............. من خيال فهوى ...
فرحت الفراشات لرحيل الموت وأعطت لجسد جالبة الموت الشاحب ألوانها .. وهن إحترقن ...