دقت الساعة المهيبة !!
شعر / أحمد الأقطش

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

أيها الغارقون بين الغواني
في بحار الخنا ولهو الأغاني
دقَّت الساعة المهيبة .. هيا
أخرجوا ما في كِيسكم للعيانِ
أخرجوا ما حاكتهُ كفُّ التردِّي
مِن مَخازٍ يعفُّ عنها لساني!
أخرجوا صفقة الضياعِ .. أزيحوا
كلَّ هذه الأصباغِ والألوانِ
أنا ثـَوبي مُدَرَّجٌ بدمِ الأر
ضِ وحِبْري السَيَّالُ أحمرُ قانِ
أنا حُرٌّ وإن أطحتم برأسي
أنتمُ الآن في سجونِ الهوانِ
دقّت الساعة المهيبة .. هيا
أفصحوا عن خرائط الخذلانِ
ارسموا ما أردتمُ من حدودٍ
مَرِّروها على لظى جثماني
هذه الأرضُ قطعةٌ من كياني
ودِماها تفور في شرياني
هذه غَزّتي .. وإن لم تشاءوا
هي مِنِّي وشأنُها مِن شاني
إن أبَيتـُم .. فإنني لستُ آبَى
عربيٌّ .. وهذه أوطاني
ما البطاقاتُ؟ ما المعابرُ؟ ما الأمــ
ــنُ؟ لبئس الألفاظ .. بئس المعاني!
تتركون النزيفَ في كل يومٍ
وتحجُّونَ للدَّعِيِّ الجبانِ!
أتراكم تراهنونَ على سَحْــ
ــقِ شموخي؟ فلْتخسَؤوا بالرهانِ
مِن محيطي إلى خليجي حشودٌ
ترفضُ الصمتَ يا خُصاةَ اللسان!
مِن محيطي إلى خليجي أُباةٌ
حَسموا الأمرَ من قديم الزمانِ
يقبع القابعون فوق الكراسيِّ
.. ويمضونَ .. والمكانُ مكاني
وعَدُوِّي .. هو العدوُّ .. نسيتم؟
ليس في قاموسي صدى النسيانِ
قتلوني وكنتُ في بطن أمي
وتقولون: أنتَ أنتَ الجاني!!
دقّت الساعةُ المهيبة .. سُحقاً
لعميلٍ يبيعني في ثوانِ!
أيها الغارقون، خاب مساكُم
نلتقي عند الواحد الديانِ!