لك الحذاء !
شعر / أحمد الأقطش


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


ضحكاتـُكَ البلهاءُ أمسَت عارا
يا مَن رَفَعْتَ مِن الفَناء شِعارا
وغدوتَ ترقصُ فوق كلِّ منصَّةٍ
وتصافح العملاءَ والتُّجَّارا
سجدوا إليكَ وسبّحوك وعظَّموا
عتباتِ بيتك .. قدَّسوه مَزارا
فمحوتَ بالنيران أجملَ بسمةٍ
وجعلتَ مِن ليل العراقِ نهارا
نَهران كانا في العراقِ .. فأصبحَت
كلّ الدماء بأرضه أنهارا
طفحت بطونُ القومِ ثم تجشؤوا
طَعِمُوا هَواناً واحْتسَوا أقذارا
ها أنتَ ترحلُ .. والمشانقُ في أسىً
شوقاً لرأسكَ كي تطير مِرارا
كيف الوداعُ؟ وفي الشوارعِ لم تزل
تهوي الصواعقُ فوق جُندِكَ نارا
كيف الوداعُ؟ وفي الصدور حَمِيَّةٌ
تشوي الوجوهَ وتُنطِق الأحجارا
كيف الوداعُ؟ وفي انتظارك قُبلةٌ
جَعَلت لكلّ الخانعين خُوارا
فَلَكَ الحذاءُ وما الحذاءُ بمذنبٍ
حتى يلامسَ وجهَكَ الخَوَّارا
ولَكَ الحذاءُ ورَمْيةٌ عربيةٌ
قضَّت حصونَ العُهرِ والأسوارا
هتكت حجابَ الصمتِ حتى فجَّرت
صوتَ الإباءِ وهزَّت الأحرارا
فالعق هوانك ما استطعتَ فإنما
قدرُ الحِمار بأن يعيش حِمارا
وإذا الكرامةُ أنشبت أظفارها
ألفيتَ كلّ تغطرسٍ مُنهارا