نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
لم تحضري
في موعدك
فجلست أعد الدقائق
تلو الساعات
فلم ألمح لك حضورا
بقيت حابسا انفاسي
مترقبا .. خطواتك
لعلي أتلفح نسائمكِ
كي تنعم عيناي
بنظرة منك
حتى يطيب وقتي
بقرب وجودكِ
ولكنكِ .. لم تحضري

:

في قلبي .. غضاضة
وفي حلقي .. غصة
وفي جوفي .. مرار
وفي عيني .. دمعة
وفي نبضي .. اضطراب
وفي أذني .. طنين
والأجواء حولي .. سكون
والدنيا امامي .. تتنزلزل
والفضاء .. سواد
والحياة .. رماد
والناس .. موتى
وأنا .. ضحية
ولكنكِ .. لم تحضري

:

جعلتيني أضحوكة
بين الناس
وأنا أنظر .. يمنة ويسرة
باحثا عنك
من لهفتي .. وترقبي
ولكن .. هيهات
أن يكون هناك .. آت
وينظر الجميع إلي
بتحديق .. ورنو
بأطراف عيونهم
ويخفون ابتسامات
خلف وجوه شاحبة
ساخرة .. مستهزءة
ولكنكِ .. لم تحضري

\
/


تسائلت .. للحظات
وكررت على نفسي السؤال
أكلم فنجان قهوتي
وأحادث ملعقة السكر
وأنا أقلبها بين يدي
وهم يسترقون السمع
من خلفي .. وحولي
ولم أنبس ببنت شفه
علك .. تحضرين
لتغضي نظراتهم
لتغمضي عيونهم
لتسكني بسماتهم
الشامتة .. الساخرة
ولكنك .. لم تحضرين

/
\


الأفكار أخذت تنازعني
والوساوس تجتاحني
والعقل يقول كلاما
والقلب ينفيه
والنبض .. لا يعقب
والعين تعلق .. بدموعها
واليدان ترتجفان
والقدمان ترتعشان
كأغصان .. وسط رياح
فاخذت احسب
حسابات عديدة
وأظن .. ظنونا كثيرة
ولكنكِ .. لم تحضري

:

وكان أكبر همي
هو الفراق
هو رحيلك
هو هجرانك
وتمنيت حينها
أني ما طلبت الموعد
وقد غلبني الندم
لأني صدقت وعدك
بأنك .. توافيني اللقاء
وانك تنتظرين موعدي
وازدادت رعشتي
وزاد اضطرابي
وكأني امواج
تحركها رياح عاتية
ولم أشعر إلا وهم
يمسكون بي
يوقفوني
ويحملوني
وسط همهمات
وأسمع لغطهم
وألمح نظرات حزن
وأسمع عبارات رثاء
وكأني ميت
ينعونني
ورغم ذلك .. لم تحضري

\
:
/


انتهى
وانتهيت انا
ولم اعد في انتظارك
وما عدت أريد
أن اراك
لأن لقاءكِ .. كابوسا
يؤرقني
ولأن رؤيتك .. هاجسا
يتعبني
ولأن ذكراك ..
سرق مني النوم
ولكن خيطا رفيعا
لا زال .. بداخلي
ويوشك ان يقطع
وبعد كل هذا .. وذاك
لم تحضري