"
من منا لا يصبو شغفاً لأيام الطفولة والصبا .. ويتحسَّر على
ذكرياتها البريئة .. "


في ساعة ملَلٍ عفوية
أغمضتُ ( بجَهدٍ )
عينيَّ
وسبحتُ بدنيا
غير الدنيا
ترسمها
أحلامي الوردية
تُنسيني
أني اجتزتُ العشرين
وما عدتُ صبيَّا
أنستني
شكل المعجون
على ذقني
ورائحة التبغ
الأمريكية

تُرجعني طفلاً
في السادسة
شقياً
مشكلتي الكبرى
أسئلةٌ
للواجب منسية

أما أعظم حلمين لديَّ
أن تنسى والدتي
إئقاظي
فأنام إلى وقت الظهريَّة !!
والحلم الآخر
أن أصبح
في الإعدادية !!

ما أجمل
أن نبقى أطفالاً
أزهاراً عطرية
أطياراً قدسية
أنساماً ملَكية

أطفالاً
لا نفهم في الدنيا
أسرار الحرب
المخفية
لا نعبأ لسياسة
أمريكا
ولا نخشى الحرب النووية

أطفالاً
لا حقد لدينا
لا لؤم نُداريه
ولا نفهم ما يعني
( سوء النيَّة )
ولا معنى لدينا
لقوانين الظلم
وأدلَّته السريَّة

أطفالاً
تعجبنا الحلوى
تسحرنا أفلام الكرتون
وقصص العرب
الوهميَّة

أطفالاً
لا تعنينا
الأوراق المالية
ولا تشرينا مناصب
علويَّة

أطفالاً
لكنا
نضرب من يضربنا
حتى لو كان قويا
أطفالاً
لكنا
نشتم من يشتمنا
حتى لو كان غنيا

أطفالاً
لكنا
إنْ ضُرب أخونا
من أحدٍ
نحميه
وإلا
نتقاسم في الضرب
سويَّا

( أطفالاً )
كم كنا أكبر
مما نحن الآن عليهِ
و رجالاً
أكبر مما نحن الآن عليه
أطفالاً
لا نملك إلا
أحلاماً ورديَّة