|
كُنّا سويّا، وكانَ الشعرُ والسّهرُ |
الوجه يضحكُ والأرواحُ تحتضرُ |
نَقضي الليالي عِطاشاً حولَ قافيةٍ |
مِن مائِها العذبِ يملو دَلوَهُ المطرُ |
غِبنا طويلاً وصارَ الفقدُ موعدنا |
نَستذكرُ البعضَ، من غابوا ومن حَضروا |
بالأمسِ كانوا هنا والقولُ ملعبهمْ |
واليوم تحتَ الثّرى لمصيرهم عبروا |
نبكي عليهمْ!، على أحوالِنا نبكي |
نستنزفُ القلبَ والدمعاتُ تنهمرُ |
بَدرُ القصيدِ اْنزوى في عتمِ حالكةٍ |
والنفسُ أتعبَها الترحالُ والسّفرُ |
لا قُبّراتٌ على أصباحِنا تشدو |
والكونُ مُظلمُ لا نجمٌ، ولا قمرُ |
أدمَت عيوني كمانٌ ماتَ صاحبها |
باتَتْ بلا مَلكٍ يغتالها الضّجرُ |
في قوسِها لهفةُ اللاّجي إلى وطنٍ |
أنغامُها الحرّى، يبكي لَها الحجرُ |
يا أيّها الشعرُ مَنْ للّحْنِ يُكمِلُهُ |
ماتَ الخميسُ وَبُحّتْ بعدهُ الوترُ |
مَن للقوافي إذا ما الوجدُ فاضَ بِها |
وَهَفَتْ لِعودتِهِ أبياتُهُ الدُّرَرُ |
تشتاقُ ريشَتهُ والوحيُ في فَمِهِ |
لكنّهُ الموتُ، لا يُبقي ولا يَذَرُ |
الكُلُّ ذائِقُهُ، فاْعملْ لآخِرَةٍ |
لا تدري أينَ، متى، يُطوى بكَ العُمُرُ |
الآنَ نحنُ هنا، من يا تُرى بغدٍ |
نرثي؟ وهل نُرثى؟ يا صحبنا انتظروا |