كالحياة أنت ، كلحظات الأرق التي ألتحفها كل ليلة ، كسواد عباءة أمي المثقلة بأوجاع لا تنسى ، تجمعنا طاولة المقهى ، كلما اشتاق بعضنا الآخر ، تتقرفصين جواري ، أحاول الاقتراب منك أكثر كي أشعر بدفء قلبك ، أنفاسك تلهب شفتي ، لكنني أقترب ، ترتمين بين يدي ، رغم كل الحر الذي يفور منك ، عبق الحياة الذي يتطاير عطرا يملأ المكان ، يملؤني شغفا بهذا السود ، عيناي تنغمسان في حرارة قلبك الساكن ، أقلب فيك كل شيء ، فتدورين حول نفسك كعروس سمراء ، وتدور معك عيناي في ذاكرة الوجع . تهدئين ، فأغمض عيناي كي تستقي سوادا منك.
نقترب أكثر.. لا شيء يفصلنا سوى حرارة اللقاء ، تسكنين فوق شفتي ، رشفة فرشفة ، مرارة الطعم ، تشي بحلاوة اللقاء بيننا ، وحين تنتهين من ارتشافي ، أدرك ساعتها أن شيئا لم يكن جديدا ، سوى صورة أخرى للحياة .