" الآلام .. أقرب مما تبدو في المرآة "
1- ( صورة ضمن إعلان)
" تتوارى خلف وجهك حين ترى ضحكتها التي لم تستطع ستر ما تبقى من صفار أسنان مثلمة تحاول الظهور خلف شفاهها المقطبة ، وقد أسدلت فوق رأسها غطاء يواري رأسها العجوز ، ويواري معه أنينا وألما لم يدركه ذلك الذي كان يبذل جهده لأقناعها أن تترك صورتها فوق لوحة الإعلانات ، لتروج لمؤسسته التي تغرس أنيابها قضما في ظهور أبنائها . صورتها تعتلي الجدران وأسقف العمارات في كل مكان ، لكن أحدا لم يسأل يوما من هذه ؟ وكم من الآلام تستر خلف لحاف رأسها القديم ، فكل ما يبدو ، ابتسامة منهكة ، وعيون تحاول تلمس الحياة خلف ضوء الكاميرا الملتهب ، والمندفع نحوها . لكن الآلام .. أقرب مما تبدو في المرآة . "

2- ( خبر عابر على صفحات الجريدة)
" بصوته الشجي .. تسكر في غمرة صلاتك ، يأخذك بعيدا حيث المعاني التي لا تدرك إلا في كتاب الله ، تتشبث بذيول عباءته وهو يهوي ركوعا وسجودا ، كي لا تفقد المسار الروحي الذي أنت فيه . وبعد رحلة الروح هذه ، يلتفت إليك ، تشعر ببرودة يديه أثناء حضنها بين كفيك ، تشعر بالغبطة ، تتمنى أن تكون جزءا منه . ثم في اليوم التالي ، تكون فاغر القلب والعقل معا ، حين تقرأ في الجريدة " انتحار إمام مسجد شنقا في غرفة نومه " ، وبعدها تتأكد " أن الآلام أقرب مما تبدو في المرآة "

3-
" تأسرك ابتسامتها الطفولية .. وهي تتلو قداسها اليومي من الأخبار من خلال إحدى منافذ الألم عبر الأسلاك الكهربائية .. تعرف تماما أنها متمكنة من قدرتها على سكب ما أمامها من أخبار منوعة بانسيابية تامة خارج الشاشة الصغيرة ، ولوهلة ، تشعر بنشوة في ذلك الأداء الراقي ، فتتمنى أن تكون مكانها ، ليشعر من يراك بما شعرت به . ثم بطريقة وأخرى ، ينمو إلى علمك ، " آلام أو ..... أو ..... أو ...... المذيعة الفلانية بسبب .......... " .
فتعرف تماما " أن الآلام أقرب مما تبدو في المرآة "

4-
" يراك ناجحا .. يغبطك .. يتكلم خلفك حول نجاحاتك المستمرة .. يلمحك مرة وسط أبنائك في إحدى مراكز الترفية ، فيحدث نفسه بمستوى الراحة التي تتمتع بها ، يلمح النظارة الشمسية التي تعتلي وجهك أثناء خروجك من المكتب ، فيستشعر الحضور الذي تتمتع به ، ثم يحاول الاقتراب منك ، فينجح ، حتى إذا اقترب أكثر ، وجدك مخزنا للألم والمعاناة ، حيناها تقولها (بالفم المليان) يا صديقي ( الآلام أقرب مما تراه في المرآة )